Advertisement

مقالات لبنان24

هل تفعلها إيران وماذا عن الأجندة القطرية؟!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
07-07-2017 | 00:58
A-
A+
Doc-P-333317-6367055567918368271280x960.jpg
Doc-P-333317-6367055567918368271280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
خلطَ طرح الورقة القطرية على طاولة صناع القرار كل الاوراق الجاري العمل على ترتيبها للمنطقة. قد يبدو من خلال قراءة متأنية لتسلسل الاحداث التي أوصلت "دوحة" قطر الى مقاطعتها من كل من السعودية والبحرين والامارات ومصر وما استتبع ذلك من خطوات كان آخرها البيان المشترك الذي صدر عن وزراء خارجية تلك الدول، والتي لم تخف كلمات "الأسف" التي حملتها سطوره جراء ما اعتبروه "رد قطر السلبي والذي يفتقر الى اي مضمون" على قائمة المطالب التي قدموها، وجود نية حقيقية لاتخاذ اجراءات بحق قطر في الوقت المناسب ووفقا للقانون الدولي" بحسب ما جاء في تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. اذا هي نية لا لبس فيها عقدت عليها المملكة مدججة بالتزام حلفاء منقطع لكل خطواتها، وان لم يتضح حتى الساعة شكلها النهائي ولا موعدها ولا حتى النقاط التي ستطالها الا انها لا شك سيكون لها ارتدادات كبيرة لن تسلم منها الدول ذات المصالح المشتركة مع قطر او حتى تلك التي تعارضها. امام هذا الواقع عدة تساؤلات تطرح حول مدى صوابية الخطوات التي اقدمت عليها المملكة وحلفائها وفيما اذا كانت خواتيمها مضمونة النتائج وماذا عن التعاطي الايراني حيال ذلك والى اي مدى ستصل به الجرأة للعب في الميدان الخليجي ؟! لا شك ان الازمة القطرية فتحت الشهية واسعة امام القراءات والتحليلات التي وصف الجزء الأكبر منها للازمة بانها فرصة نوعية للاعب الايراني للامعان في شق الصف الخليجي وبالتالي تطيير الحلم الاميركي الذي رسمه ترامب في قمة الرياض بتشكيل "ناتو" عربي اسلامي لمواجهة العدو اللدود "ايران"، على ما يشكل ذلك من دليل قاطع على العجز السعودي عن رص الصفوف الخليجية العربية الى جانها في ترجمة رؤيتها الاستراتيجية في المنطقة انطلاقا من بيتها الخليجي. الا ان هذه القراءات والتحليلات يقابلها قراءة اخرى ترى بأن "القشة" القطرية قد تقسم ظهر "طهران"، اذ ان تظهير الدول المقاطعة "قطر" بموقف المذنبة والمعاقبة، جعل من الاخيرة طعماً سهل لاستدراج اللاعب الايراني، الذي يتحين الفرص للانقضاض على اي ورقة توفر له ميدان رحب للحراك في ظل سياسة التشدد والتضييق التي يمر بها. الا ان قرار الانقضاض محفوف بالمخاطر فاللاعب الايراني يدرك تماما ان الفريسة القطرية التي يتحين اللحظة لابتلاعها من المحتمل ان تكون مطهوة بـ"السم" وبالتالي ان المغامرة في ذلك غير مستحبة شأنها في ذلك شأن البقاء في صف المتفرج على ضياعها من يده. وربما هذا ما يفسر عدم ذهاب ايران بعيدا في حراكها تجاه قطر حيث جاءت مواقفها تجاهها اقرب الى "حفظ الودّ" منه الى الاقدام على خطوة اقتلاعها من جزيرتها بوثيقة تحالف مشتركة تمنح قطربطاقة انتساب في صفوف محور ايران وحلفائها. وابرز الدلالات على ذلك مضمون الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس الايراني حسن روحاني مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والذي اكد فيه على وقوف ايران الى جانب الدوحة مشددا على تعزيز العلاقات بين البلدين وتنمية التعاون الاقتصادي. ولكن امام ذلك سؤال يطرح حول حقيقة وجود " السم" الذي يقف عائقاٌ أمام الشراهة الايرانية ومدى خطورته ! بالطبع ان الاجابة على هذا السؤال تستلزم النظر الى التطورات الاخيرة التي مرت بها المنطقة والتي دفعت بحصولها الى احداث تغييرات غير متوقعة في واقع عدد من الدول وفي مسارها ومصيرها. من هنا جاء الحراك الدولي وسلوك الدول حيالها "انفعالي" في مكان و"مكبل" في مكان آخر. الامر الذي ينطبق على حال طهران اليوم حيال الازمة القطرية، والتي يبدو انها ساحة لعبها فيها لن تكون حرة، اذ ان سجل طهران مثقل بالبطاقات الحمراء التي تمنعها اقله وحتى هذا التاريخ من الاقدام على اي خطوة متهورة قد تنزلق بها اكثر نحو المجهول، وابرز هذه البطاقات نختصرها بما يلي: -ان تمادي اللاعب الايراني في الالتفاف على اللاعب القطري ومحاولة ابتلاعه من شأنه ان يصطدم بالبطاقة الحمراء الاميركية التي سبق ورسمت لنفسها خطوط في منطقة الخليج عبر اكبر قاعدة عسكرية لها في قطر،الامر الذي قد يسهم في اشعال المزيد من النيران الاميركية حول بنود الاتفاق النووي. -اقدام اللاعب الايراني على شحن الخلاف القطري- السعودي وتسعيره من شأنه ان يكون له تداعياته على ملف الازمة السورية وتحديدا وضع المعارضة السورية ومواقفها، الامر الذي لن يجعل طهران بمنأى عن غضب الدب الروسي نظرا للعرقلة التي سيعكسها التوتر القطري-السعودي على مساعي حل الازمة السورية وهذا ما حذر منه الرئيس الروسي بوتين في اتصال هاتفي اجراه مع العاهل السعودي أعرب فيه عن قلقه حيال الاوضاع في الخليج محذرا من أن ذلك قد يضر بجهود العمل لانهاء الحرب في سوريا. -ان تمكن طهران من سحب الورقة القطرية الى صفها قد يثير حساسية وضيق الحليف التركي الذي تربطه بالدوحة قواسم ومصالح مشتركة يطمح لتطويرها وتوسيع اطارها بما يمكنه من ارساء نفوذه في البقعة الخليجية. الامر الذي يعرض طهران لخسارة الورقة التركية السنية . اذا هي بطاقات حمراء تقف امامها ايران مكبلة في قراراتها ومواقفها حيال الفرصة القطرية. وبالمقابل تذهب قطر بعيدا في مواقفها المستفزة والرافضة لمطالب المملكة وحلفائها معولة على ان ابناء البيت الواحد لن يصلوا الى مرحلة ان "يتبرأوا" فيها من دماء " أخوهم"، محاولة من خلال ذلك الدفع بالمقاطعين الى الجلوس معها على طاولة واحدة تحت عنوان الحوار، الا ان حقيقة ما يخفيه الجنوح القطري وهذه الطاولة ليس سوى "اجندة" قطرية بسلة بنود ومطالب، تحفظ لقطر مصالحها ونفوذها في الدول التي يجري ترسيم خطوط الحل فيها. (ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك