Advertisement

مقالات لبنان24

عن انفصام الشخصية!

كلير شكر

|
Lebanon 24
21-07-2017 | 06:58
A-
A+
Doc-P-339588-6367055616462600181280x960.jpg
Doc-P-339588-6367055616462600181280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
وافق مجلس الوزراء بالأمس من ضمن سلة الترقيات والتعيينات الدبلوماسية على تعيين سعد زخيا ممثلاً للبنان لدى الدولة السورية! هكذا بكل بساطة وكأن شيئا لا يحصل خلف أسوار طاولة مجلس الوزراء، وكأن علاقة الدولتين بألف خير ولا تحتاج سوى الى دفعة من التنسيق الدبلوماسي وجرعة من الاوكسجين في العروق كي تجدد خلاياها! هكذا، في قرار ينم عن انفصام بالشخصية يعاني منه بعض القوى اللبنانية، سيرسل لبنان، مرة جديدة، سفيراً له الى دولة، يرفض جزء من القوى السياسية الاعتراف بنظامها وبتركيبتها الرسمية عن بكرة أبيها. على المنابر يرفعون السقوف الى أعلاها في رفض الاعتراف بالنظام السوري، بكل مكوناته الرسمية، وكأن الأمر متوقف على موقف الدولة اللبنانية من الجارة المتخبطة بحروبها ودمائها، مع أن الأمم المتحدة بذاتها تعترف بهذا النظام. وعلى طاولات القرار، يشرعون التعامل مع سوريا من خلال تعيين سفير يفترض عليه ان يقدم اوراق اعتماده امام الرئيس السوري بشار الاسد دون سواه! وللتذكير، فإنّ العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا نشأت بفعل مطالبة قوى 14 آذار بعد قيامها "ثورتها" بفصل المسارين والسوريين كي تتعامل الدولتان بشكل ندي وسوي من خلال تبادل دبلوماسي يحترم سيادة الدولتين. هكذا قرر مجلس الوزراء في كانون الثاني من العام 2008 تعيين السفير ميشال خوري سفيراً لدى سوريا. وكان الأسد قد أصدر مرسوما في تشرين الأول الماضي لإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان بعدما تحسنت العلاقات الثنائية منذ انتهاء أزمة سياسية لبنانية. عملياْ، قد لا يثير الأمر الاستغراب اذا ما جرى استعراض شريط أداء ما تبقى من قوى 14 آذار، لا سيما في شبكة علاقاتها مع القوى الأخرى. فسيتبيّن سريعاً أن هذا المحور فقد متانته، وراح كل فريق يبحث عن شبكة أمانه الخاصة بعدما تبدلت الظروف الاقليمية، وتركت آثارها على التوازن الداخلي. ولعل الوهن الذي يصيب تيار المستقبل وزعامة سعد الحريري بشكل خاص هو الذي أفضى الى التراجع الدراماتيكي لوحدة 14 آذار، ودفعت "القوات" على سبيل المثال الى تزكية خيار ميشال عون لرئاسة الجمهورية، بعدما اقترح الحريري بداية السير بخيار سليمان فرنجية، وهي التي تملي على معراب التخفيف من حدة خطابها تجاه حزب الله ولكن من دون طبعا الانقلاب على خياراتها الاستراتيجية... وهي ذاتها التي تدفع بالحريري الى الاستمرار في سياسة تقديم التازلات سواء في قانون الانتخابات أو قبله في تركيب الحكومة، على قاعدة انه قد يخسر كل شيء... وبالتالي إن تقليل الخسارة يبقى أفضل من الخروج نهائياً من اللعبة. وقد يكون تجديد التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا، كما يرى بعض المطلعين بداية رسمية لفتح باب الحوار مع الحكومة السورية ولو بقنوات محددة ومحدودة.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك