Advertisement

مقالات لبنان24

"حزب الله" المغتبط..

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
26-09-2017 | 08:49
A-
A+
Doc-P-372175-6367055871835047931280x960.jpg
Doc-P-372175-6367055871835047931280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بدا أن "حزب الله" يتعاطى ببرودة كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة غير آبهٍ بالتفاصيل. يُصدر بياناً ضدّ التحالف الدولي الذي حاول منع تنفيذ تسويته في الجرود مع تنظيم "داعش". يُسلِم مواقعه في الجرود للجيش اللبناني. يتغزّل بالرئيس سعد الحريري. يُرسل طائرة إستطلاع فوق الأراضي المحتلة تستشرف المناورات الإسرائيلية من دون تبنيها... الحزب الذي تخطت موسكو لأجله البروتوكول الديبلوماسي، وزجّت إسمه في بيان وزارة الخارجية بإعتباره قوّة أساسية تعاونت معه القوات الروسية في معارك فكّ الحصار عن مدينة دير الزور، بدأ قبل مدّة بالتعاون مع "إتحاد بلديات الضاحية" حملة "ضاحيتي" لتحسين الوضع الإنمائي والأمني والقانوني في الضاحية الجنوبية. ويبدو أنه تخلّص من الكثير من الأعباء والمسؤوليات والجبهات. "حزب الله" اليوم بات مغتبطاً. أرسل الحزب عشرات آلاف المقاتلين إلى الميدان السوري والعراقي خلال السنوات الماضية، والذي قاتل على عشرات الجبهات دفعة واحدة، بهدف تأمين أمن دمشق، أو الحفاظ على "سوريا المفيدة"، لكنه اليوم بات يقاتل على جبهتين أساسيتين فقط، من أجل تحقيق حدّ أقصى من المكاسب الميدانية وليس الحدّ الأدنى. إنتهت "داعش" في العراق وسوريا، أو تكاد، وهي التي شكلت خلال السنوات الماضية قلقاً حقيقياً للحزب خوفاً على جبهته الخلفية، وتصدر أحد قادة الحزب الشاشات متحدثاً من دير الزور، موحياً بأنه أمّن خط إمداده البرّي من إيران إلى جنوب لبنان. السعودية، التي يعتبرها الحزب خصماً إقليميا، منشغلة بحرب اليمن وفي الخلافات الخليجية، وأنكفأت عن الحرب السورية بشكل شبه نهائي، فيما لم تعد قطر عدواً، والحلف التركي – الإيراني – الروسي أصبح أكثر تماسكاً... هذا إقليمياً، أما محلياً فأثبت "حزب الله" نجاح رهانه على إنتخاب الرئيس ميشال عون، الذي يجول في العالم حاملاً حجج "حزب الله" للدفاع عن حقه في المقاومة وضرورة بقاء سلاحه. أعاد الحزب أيضاً حليفه المسيحي الأول، المتمثل بـ"التيار الوطني الحرّ" إلى عمق قوى الثامن من آذار ورأس حربة في الدفاع عن خطابها السياسي الإستراتيجي، بعد تقاربه مع "القوات اللبنانية" لفترة. أما تيار "المستقبل" الذي بات يتشارك في ساحته كُثر من الأحزاب والقوى السياسية السنية، المتحالفة مع "حزب الله" والمتخاصمة معه، يقدم الكثير من التنازلات في الحكومة وخارجها من أجل الحفاظ على الحكومة التي يراهن من ترؤوسه لها على لملمة شيء من شارعه. "حزب الله" الإقليمي مغتبط بعد تقدمه الكبير وتوسع نفوذ المحور الذي ينتمي إليه، على كافة المستويات، في حين أنه ينظر إلى التهديد الإسرائيلي على أنه التهديد الأخير الذي لا يمكن إهماله.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك