Advertisement

مقالات لبنان24

الاستقلال وحلم صناعة المستقبل

احمد الزعبي

|
Lebanon 24
22-11-2017 | 02:37
A-
A+
Doc-P-400839-6367056083977656601280x960.jpg
Doc-P-400839-6367056083977656601280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحلّ الذكرى الـ 74 للاستقلال والبلد ليس بخير. لا توازن وطني، ولا بنية وطنية قوية، وسط محيط شديد الالتهاب. كيف لا؟ والاستقلال، ككل المكتسبات الغالية، يحتاج صوناً ونضالاً وعملاً دؤوباً لتعزيزه وحفظه، ليبقى محطة للفرح وحب الحياة والفخر بالانتماء، وتحدّي الحاضر، وصناعة المستقبل. لم تكن الأزمة الحكومية الأخيرة، شكلاً ومضموناً، أول تحدٍ وطني، قبلها يمكن للذاكرة الطرية استعادة عشرات العناوين للانقسام الكبير، وتراكم المشكلات، وتزايد مؤشرات العجز، وتنامي سياسات المحاصصة واحتكار المغانم.. وكل ذلك يستدعي استنفاراً من كل أركان الحكم لتصحيح الخلل وصون البلد عن منزلقات الانهيار. يحلم اللبنانيون، كبقية خلق الله في كل البلاد، بالعيش في دولة عادية ومؤسسات مكتملة. مواطنون لهم حقوق، وعليهم واجبات، وعندهم آمال وطموحات، بعيداً عن سياسات المحاور، واشتراطات التعطيل، وذهنيات الفساد. في بلد يعمّه الاستقرار وتتوفر فيه الكهرباء والماء والصحة والخدمات.. ولا تغرق شوارعه وساحاته مع أول قطرة مطر. لكن لأمر مجهول – معلوم ممنوعٌ عليهم ذلك.. إنها التراجيديا اللبنانية في أسوأ صورها! لا يجوز لبلد يمتلك دستوراً ومؤسسات، شارك في تأسيس الأمم المتحدة ووضع ميثاقها، وعنده مؤسسات دستورية وجيش باسل؛ أن يعود الى الوراء، إلى الماضي في ادّعاء المضي نحو المستقبل. لا يجوز لبلد عريق في تنوعه وحضارته وتاريخه وثقافته وحيوية شبابه.. أن يغرق في وحول الفراغ والفشل والتهميش واليأس. عيد الاستقلال مناسبة للتأكيد بأن لا نظام عصيّ على الاصلاح متى أراد الشعب ذلك. الشعب الذي يصنع الاستقلال قادر على تجديد عقده الاجتماعي، وعلى رفض أي تدجين قد يسعى البعض لفرضه، وأن الحاضر لا يمكن أن يُدار بعقليّة وذهنّية وأدوات الماضي؛ لأن ذلك يعني أن البلد ليس بخير، وأن الدولة ليست بخير وأن الاستقلال ليس بخير. في الذكرى؛ كل عام ولبنان واستقلاله وجيشه ومؤسساته بألف خير.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك