Advertisement

مقالات لبنان24

نتنياهو يرد على نصرالله.. مخطط لحرب شرق أوسطية غير مسبوقة!

فاطمة حيدر Fatima Haidar

|
Lebanon 24
08-12-2017 | 07:08
A-
A+
Doc-P-408430-6367056142332845641280x960.jpg
Doc-P-408430-6367056142332845641280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بُعيد إعلان الأمين العام لـ "حزب الله" السيّد حسن نصر الله انتفاضته رفضاً لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، مستعيناً بالنشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على مبدأ "قاوم ولو بتغريدة"، نشرت صحيفة "Times of Israel" حديثاً لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اعترف فيه إن "اسرائيل تعمل على كسب قلوب وعقول الشعب العربي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي". وأضاف: "نحن على تعاون وثيق مع عدد من حكومات المنطقة، لكن علينا أن نستقطب الناس العاديين أيضاً عبر وسائل الميديا الحديثة، خاصة وأن قضية القدس ما زالت حاضرة وتؤثر على "شعب" فايسبوك وتويتر".
Advertisement
 
كلام نتنياهو جاء في مؤتمر حول الديبلوماسية الرقمية، أعلن من خلاله أن "طرح اسرائيل للسلام وأفكارها ستنتشر أكثر من خلال وعبر منصات التواصل الاجتماعي"، مشيراً الى أنه "ينشر تغريداته بنفسه وخاصة الفيديوهات الموجهة الى شعب ايران". أما عن أهداف إسرائيل العنكبوتية، فكشف أنها "تريد انتزاع قشرة الخداع، السرد الكاذب عن اسرائيل". من هنا كانت تجربة أفيخاي أدرعي، أحد الناطقين باسم الجيش الإسرائيلي وأحد مروّجي ثقافة الاحتلال، التي استقطبت حتى الآن 175 ألف شخص حول العالم، بعضهم يرجمونه بالسباب وإدانة اسرائيل، لكن من دون شك هناك آخرين يستمعون اليه ويتأثرون به، كدليل على أهمية درس وفهم استيراتيجية السياسية الافترضية في تبديل ثقافات وأفكار شعبية قد تكون أقرب الى "تطبيع فكري"، قد تساهم في تحويل اندلاع الحروب في المنطقة من أرض الواقع الى الفِّكر والفضاء الافتراضي.
 
حديث نتياهو لا يمكن فهمه إلا بوصفه رداً على مواقف نصرالله، وإن كانت صدفة، فهي صدفة خير من ألف ميعاد لحرب اسرائيلية مشتعلة وسبق أن كُتب عنها في الصحف الاسرائيلية، كحرب نفسية لا أكثر، علما أنه لا يمكن إنكار أهمية تصويب هذه الحرب على أرض المنصات الالكترونية. الحروب الالكترونية وبخلاف ما قيل بأنها لا تحدث أي تغيير على أرض الواقع، فإن لها باعاً طويلة في بث الدعاية، ونشر الإشاعات، وتضخيم الازمات أو تحجيمها تبعاً للغرض، وتسديد صفعات الى أنظمة وحكومات ورؤساء، وإطلاق حركات احتجاجية ضخمة لتحدي الفساد والقمع، أو توجيه الرأي العام ونشر أفكار، وهي مثلاً كان لها سبب رئيسي في نشر "خلافة داعش"، التنظيم الأسرع انتشاراً في قبل أن ينهض العالم لمكافحته.
 
من الربيع العربي إلى الخلافة الافتراضية من أين نبدأ؟ من الناشطة المصرية أو "القائدة الافتراضية" كما سميت وقتها إسراء عبد الفتاح، التي وضعت ناشطين مصريين على سكة المنصة الافتراضية لقلب الطاولة حين دعت الى اضراب 6 نيسان 2008 فنجحت باستقطاب 70 ناشطاً على الارض، وصولاً الى الربيع العربي في العام 2011 الذي كان عود كبريته "تويتر" و"يوتيوب" و"فيسبوك"، من تونس (مظاهرات 18 كانون الاول التي أجبرت زين العابدين بن علي على التنحي)، إلى ثورة الغضب في مصر (2011) التي انطلقت بقيادة مجموعات شبابية حشدت نفسها عبر مواقع التواصل وأدت إلى تنحي الرئيس حسني مبارك بعد أقل من شهر، قبل أن تكر السبحة وينقلب المشهد لأكثر من سبب وسبب، لكن ما يعنينا هنا هو تأثير وسائل التواصل والميديا الحديثة في عملية الاستقطاب والتجييش. هذا في مخزون الذاكرة الطرية، أما في السنوات الاخيرة، فإن كابوس الارهاب الذي يواجهه العالم اليوم اتخذ من الانترنت ساحة انطلاق رئيسة، إذ تكشف الدراسات أن "80% من أنصار داعش تم استقطابهم عبر الانترنت"، وهو رقم مخيف، هذا عدا عن "خلافة افتراضية" يتوقع الخبراء ان يعلن عنها بعد خسارة التنظيم عواصمه في الرقة والموصل، ما يحتم مواجهة واسعة النظير من قبل مجموعة من المنظمات والجمعيات والوكالات، لان "نهاية التنظيم ميدانيّاً، لا تعني نهايته فكريّاً أو افتراضياً على مواقع التواصل الاجتماعيّ، كما لا تعني غياب قدرته على شنّ هجمات إرهابيّة"، بحسب بيان التحالف العسكري الاسلامي في أول اجتماع له.
 
ماذا بعد؟ ما الحل؟ قد يطرح البعض تتبع المنصات المعادلة لوقف نزف تلك الافكار المسيئة للاسلام والمتطرفة الى أبعد الحدود أو ثقافة التطبيع أو دعاية الاحتلال، لكن الواقع يقول إن عرقلة انتشارها من خلال شبكة أو أخرى، ستؤدي الى ولادة شبكات أخرى، فلطالما أبدى "داعش"، بحسب الخبراء، قدرة كبيرة على الصمود والتأقلم على الانترنت، وهذا أمر يستلزم صيغاً للمواجهة أكثر جدّة وتطوراً، فمنصات الشبكة العنكبوتية تحولت من استيعاب كبير لنشطاء في كافة الدول العربية الى تضخم كبير لا يمكن استيعابه ولا تحجيمه او حتى حذفه بكبسة زر، ومن هنا يكون تحدي تلك الافكار عبر مواجهتها بضخ أفكار ومعلومات دقيقة.
 
واقع العالم أضحى شديد التشابك والتعقيد بسبب شبكات التواصل، حتى لو أراد مارك زوكربيرغ أن يمحو من ذاكرة البشرية مواقع التواصل الاجتماعي باخفاء اختراعه عن الوجود، فلن يفيد، لأن الأجايل الجديدة أصبحت متقوقعة داخل تلك المنصات، وباتت قادرة على إيجاد شبكات اجتماعية جديدة في غمضة عين، تماماً كما أن النشطاء "الافتراضيين" يعكسون ثقافات وتعاليم واتجاهات فكرية وايديولوجيات متنوعة، هم افراد وليسوا كائنات افتراضية غير متواجدة، يؤثروا ويتأثروا، ومواجهة ما هو خاطئ أو مرفوض باتت بأهمية الحروب الحقيقية. من هنا كانت دعوة السيد نصر الله أمس في غاية الاهمية. فمن سيكسب الحرب الافتراضية؟ الاجابة على هذا السؤال ربما تستدعي سنوات وسنوات عدة من التقييم لتجربة واستعداد ونشاط كلٍ من أطراف الصراع.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

فاطمة حيدر Fatima Haidar

صحافية لبنانية تهتم بالقضايا السياسية والإجتماعية في لبنان والعالم