Advertisement

مقالات لبنان24

بوتين - الاسد.. لقاء "مفاجئ" في حميميم!

جيسي الحداد

|
Lebanon 24
11-12-2017 | 07:35
A-
A+
Doc-P-409849-6367056152317208161280x960.jpg
Doc-P-409849-6367056152317208161280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يعيش الرجلان في كوكب آخر، تحدثُ فيه اللقاءات والقرارات والتحركات في مسار غير مرتبط بحسابات الأطراف الاقليميين والدوليين. وفي هذا السياق، وصل اليوم الاثنين الى سوريا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث التقى الرئيس السوري بشار الاسد، معلناً أن الجيشين الروسي والسوري تمكنّا من تدمير واحدة من أقوى الجماعات الإرهابية بالعالم، وآمراً بالتحضير لسحب القوات الروسية من سوريا". زيارةٌ نوعية تحمل دلالات عدّة، على مستويي الشكل والمضمون، اذ تكمن أهميتها أنها الاولى من نوعها للرئيس الروسي الى سوريا منذ انطلاقة الحرب السورية، وكأنها جاءت لإعلان رسالةٍ واحدة: الحرب انتهت! بوتين أعلن من سوريا، أن قواته ستتموضع في قواعدها الثابتة في حميميم وقاعدة طرطوس البحرية، وهو وجود عززه خلال السنوات الماضية بمجموعة من المعاهدات والاتفاقيات متوسطة وطويلة الأجل، مرتبطة بالنفط والكهرباء .. ناهيك عن الاتفاقيات العسكرية، تصريحٌ سارع الأسد للردّ عليه مستخدماً مصطلحات شاعرية، لعب فيها على الوتر الاخلاقي العربي، أملاً في شرعنة الوجود المستقبلي الروسي في سوريا خارج اطار الحرب، فتحدّث عن الشهادة وتراب الوطن قائلاً: "إن دماء الجيشين السوري والروسي امتزجت في مواجهة الإرهابيين، ليثبت هذا الدم الذي روى تراب سوريا أنه أقوى من الإرهاب". ومن ضمن السياق، تأتي هذه الزيارة، لتثبيت انفلاش روسيا على الساحة الدولية وإعلان انتهاء عصر "روسيا الدولة الاقليمية" المُقتصر دورها على اوكرانيا وجورجيا واوستيا(..) الى اعلان نفسها لاعباً دولياً صاحب نفوذ وموطئ قدم في الشرق الاوسط، في موازاة تصاعد حدّة المواقف تجاه أميركا التي قد تدخل في عزلة جرّاء تخطيها المجتمع الدولي وتخليها عن الشرعية الدولية بعد "قرار القدس"، وغيرها من المؤشرات لا سيما على الأرض السورية حيث تم تقزيم دور واشنطن لصالح إتفاقات موضعية متفرقة أنجزنتها روسيا بالتحالف مع ايران وباستمالة تركيا. وبامكاننا القول إن الحلم الروسي بالوصول الى المياه الدافئة تحقق اليوم، مع وصول بوتين الى سوريا، ليعدّ ذلك أكبر انجاز جيوسياسي تحقق في تاريخ روسيا الحديث. اذاً، كما في سوتشي منذ قرابة عشرين يوماً، لقاءٌ "حميم" جمع الزعيمين بعد عشرة حربٍ طويلة في حميميم (..) غمرةٌ وابتسامات ورسائل بكل الاتجاهات!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك