Advertisement

مقالات لبنان24

النزوح السوري.. شماعة فشل اللبنانيين!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
09-01-2018 | 01:54
A-
A+
Doc-P-421481-6367056234479197861280x960.jpg
Doc-P-421481-6367056234479197861280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
"هذه الأعداد من السوريين هي بمثابة قنبلة موتوقة لا نعرف مكان انفجارها ولا زمانه". هذا الكلام هو لوزير البيئة طارق الخطيب بعد تفقده مجرى نهر الجوز في مناطق بيت شلالا وبساتين العصي وكفرحلدا في أعالي البترون، ونتيجة ما عاينه من كارثة بيئية في تلك المنطقة، محمّلًا كامل المسؤولية أو جزءًا كبيرًا منها لإنتشار النازحين السوريين على طول مجرى النهر ورميهم أكياس النفايات فيه. لا شك في أن للنزوح السوري أعباء كبيرة على الإقتصاد اللبناني وعلى البنى التحتية من ماء وكهرباء وبيئة، وما يشكله من منافسة حقيقية في مجال الخدمات غير الملحوظة في قانون العمل، الذي يحدّد المهن التي يمكن للأجنبي، أيًّا تكن جنسيته، العمل فيها وعدم مزاحمة اللبنانيين عليها. وعلى رغم عجز الحكومة على معالجة هذه المشكلة التي تتفاقم يومًا بعد يوم، وإستمرار تقصير المجتمع الدولي في مساعدة لبنان على تخطّي هذه الأزمة بأقل اضرار ممكنة، لا تزال هذه القضية تقضّ المضاجع، خصوصًا أن لا افق واضحًا بإمكانية تأمين عودة آمنة وسليمة لأعداد كبيرة من هؤلاء النازحين، الذين تصعب عليهم العودة الآمنة ما لم يتأمن لهم أدنى مقومات العيش بكرامة ومن دون أن يتعرضوا للأذى. وإلى أن تتأمن لهم الظروف الطبيعية لعودتهم الآمنة إلى بلادهم فإن الوضع باقٍ على حاله في لبنان، وفي الأمكنة المتواجدين فيها، من دون أن يكون لدى الحكومة خطة طوارىء للحدّ من مضاعفات هذا التواجد غير الطبيعي، إلى درجة أن بعض القرى باتت تشكو من كثرة هذا الوجود، الذي يفوق بأعداده سكان القرى. إلاّ أن ذلك لا يعني بالضرورة أن تغطي الحكومة عجزها في مجالات كثيرة وتقصيرها في تقديم الحدّ الأدنى من الخدمات الضرورية كالماء التي تكاد لا تصل إلى البيوت سوى لساعات قليلة، وإستمرار إنقطاع التيار الكهربائي، بإلقاء اللوم على النزوح السوري، الذي بات شماعة يعلق عليها المسؤولون فشلهم في المعالجات وفي تقديم الحلول لأزمات لا علاقة لهذا النزوح بأسبابها، لا من قريب ولا من بعيد. فإلقاء المسؤولية، وخاصة مسؤولية الفشل على الآخرين أصبحت نوعًا من الحجّة التي تكاد لا تقلي عجة، مع ما يرتبه هذا التهرّب من تحمّل المسؤولية من مضاعفات قد تتطور وقد توصل اللبنانيين في مختلف المناطق التي تعاني إهمالًا في مكان ما إلى حافة اليأس والكفر بكل ما له علاقة بالدولة ومشاريعها المؤجلة والمرتبطة بمصالح غالبًا ما تكون بعيدة كل البعد عن مصالح الناس. قد يكون أسهل ما يكون أن يلقي أي مسؤول مسؤولية فشله على ما يرتبه النزوح السوري من أعباء، ولكن التحدّي يكمن في أن يجد هؤلاء المسؤولون ما يخفّف من وطأة هذا النزوح والعمل بما هو متاح لرفع مضاعفات هذه الأزمة عن كاهل اللبنانيين، الذين لا تنقصهم مشاكل إضافية على مشاكلهم، إذ أن الذين هم فيه من أزمات معيشية يكفيهم.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك