قانون السير: لا ترموا القمامة من السيارات!

ربما كان على واضعي قانون السير الجديد أن يتذكروا أنّ البلد المستهدف في النصّ هو لبنان، حيث في استطاعة النفايات احتلال الشوارع والأرصفة والجسور والأنفاق. ولِمَ لا تضاف فقرة تلحظ هذه الأزمة، أقلّه كي يبقى القانون متجانساً وخاليّاً من التناقضات. فعلى سبيل المثال، يحظّر القانون استخدام الأرصفة بما يعيق سير المشاة. ويعتبر "سير الدراجات الهوائية في الأمكنة المخصصة للمشاة من دون موافقة السلطات المختصة"، أو "قيادة الدراجات الهوائية على الأرصفة وقرب المنازل حين التقائهم بالمشاة بشكل متهور يهدّد سلامة الآخرين" من مخالفات الفئة الأولى. وجاء في مخالفات الفئة الثانية" وضع أشياء على الأرصفة تعيق سير المشاة". فهل يعتبر المشاة العاجزين عن استخدام الأرصفة بسبب تكدّس اكياس "الزبالة" عليها، مخالفين إذا ما "كزدروا" على الطرقات؟! ومن المُخالف هنا بوضعه "أشياء" تعيق سير المشاة؟ هل يفترض أن تحاسب الدولة نفسها؟! وبعد... يعتبر "الوقوف في الأماكن المشار إليها بلافتة ممنوع الوقوف"، مخالفة من الفئة الاولى. الا يجدر في حالنا الراهنة التغاضي عن مثل هذه المخالفات، لسبب بسيط وهو ان القمامة رُكنت في المواقف وساحات الـVIP ؟! ومن مخافات الفئة الثانية "عدم التزام سائق المركبة المسرب اليمين من المعبد في حالة السير العادي". عن اي يمين نتحدث هنا اذا كانت النفايات غطّت نصف الشوارع؟ ويغرّم السائق في حال "السير دون السرعة المعمول بها"، وتسحب نقطتين إضافةً إلى الغرامة في حال " تجاوز السرعة المحددة بأقل من 21 كلم/س". وهذا يعني انه على السائق اليوم، ولتجنب المخالفات، عدم التمهل لدى تواجهه مع جبل نفايات، بل السير فوقها وتحطيم السيارة. وعليه أن يدوس على البنزين حين مروره بجانب القمامة، في محاولة منه لتجنب أن "يفطس" من "رائحة بلادنا"! وبات على السائق ان يصليّ ويتضرّع كي لا يصادف مرور السيارات التابعة للقوى المسلحة وفرق الاطفاء والإسعاف والدفاع المدني لحظة مروره إلى جانب "بساط الزبالة"، لأنّه بطبيعة الحال لن يتمكن من التزام يمين الطريق وتخفيف السرعة، وبالتالي ستسحب منه نقطتان ويغرّم! والمضحك المبكي ان القانون حظّر على السائقين "الوقوف في الاماكن التي يحجب فيها الوقوف رؤية لافتات الطرقات والاشارات الكهربائية"، فيما يبدو مسموحاً ان تقوم النفايات بهذه المخالفة! وإذ يتوجب على السائق استعمال أضواء التنبيه عند مواجهة خطر على السلامة العامة والا يعتبر مخالفاً من الفئة الثانية، وجب على الجميع تشغيلها ليلا ونهارا وعلى مدار الساعة! ومن مخالفات الفئة الثانية "وضع على الطريق أو تعليق فوقه أوراقا أو أشياء على سبيل الدعاية والنشر"، كما "جر حيوانات شاردة أو إيقاف القطعان على الطرقات أو قيادتها بصورة معرقلة للسير". وجاء في مخالفات الفئة الرابعة "إلحاق الضرر بلافتات وإشارات السير أو تغيير مراكزها أو معالمها أو مكانها". "وبخصوص الزبالة شو؟!" الم تطمر الاكياس اللافتات والارشادات...وخارطة الجمهورية؟! والغريب ان القانون لم يفسّر ما يعنيه بهذه المخالفة المندرجة في الفئة الثالثة:"عدم التزام "أقصى" المسرب اليمين من الطريق عندما تكون الرؤية غير كافية. نشكّ كلبنانيين، ان تكون الرؤية كافية حالياً... وبعد، اليكم ابرز المخالفات! يعدّ "غسل المركبات على الطريق العام أو أي عمل يؤدي إلى تسريب الماء أو أي سوائل أخرى على الطريق" مخالفة من الفئة الثالثة. ويعدّ "رمي أو ترك على الطريق ما من شأنه أن يعرقل حركة السير أو يسبب أخطارا تهدد السلامة العامة" مخالفة من الفئة الرابعة مع سحب اربع نقاط. ويعدّ " رمي أي شيء من داخل المركبات على الطرقات العامة وجوانبها خصوصا النفايات وبقايا المأكولات وخلافه" مخالفة من الفئة الرابعة، وهنا ايضاً تدرج مخالفة "إخراج دخان من المركبة ملوث ومضر بالصحة العامة أو بسلامة السير" يضاف اليها سحب 4 نقاط واحتجاز المركبة. ومن مخالفات الفئة الخامسة "الحاق الضرر بالطريق". قد يبدو اللاتعليق ابلغ تعليق! "عن جدّ شو: ممنوع رمي النفايات على الطرقات؟! لعلّ المخالفة الوحيدة التي لن يرتكبها اللبناني اليوم هي تلك التي لحظتها المادة 16 والتي تحظر "إخراج الرأس أو أي من أعضاء الجسم من السيارة بإستثناء ما هو منصوص عليه في الفقرة الثانية من المادة /67/ من هذا القانون ، أو الجلوس على نوافذها أثناء السير". فاللبنانيون بغنى عن تنشق الروائح الكريهة. وما اكثر مصادرها! (لبنان24)