Advertisement

مقالات لبنان24

هذه أبرز خلافات "بيت المجتمع المدني الواحد".. هل يحصل الانفجار من الداخل؟

محمد العاصي

|
Lebanon 24
08-03-2018 | 04:25
A-
A+
Doc-P-447849-6367056404194300761280x960.jpg
Doc-P-447849-6367056404194300761280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من الواضح أن بعض مجموعات "الحراك المدني" لم تتمكن حتى الساعة من تخطي مشكلاتها الداخلية لخوض الاستحقاق الانتخابي، فيما يسعى بعض القائمين عليها لتدارك هذه العقبات قبل أن يحصل الطلاق الكبير وتصبح فكرة تغيير الواقع اللبناني أمراً مستحيلاً، بعد 9 سنوات من تمديد السلطة السياسية لنفسها ووعود "المجتمع المدني" للمواطنين بقدرتهم على التغيير، فيما واقع الحال حتى الساعة لم يظهر، إلا أن بعض مجموعات الحراك تواجه تناقضات اكثر من أحزاب السلطة نفسها، وتسعى الى الوصول الى الندوة البرلمانية ولو على حساب مجموعات أخرى وفق مبدأ "يا رب نفسي". ورغم عدم وجود الكثير من الإيجابيات التي يعول عليها في هذا السياق إلا أن الأمور ليست كلها سلبية، على الأقل في تحالف "وطني" الذي يضم مروحة واسعة من مجموعات الحراك المدني ويسعى القسم الاكبر منها الى التعاون على عكس آخرين يحاولون تفجير الوضع داخلياً ربما لنيّة مبيتة لديهم في عدم انجاح هذه التجربة على صعيد لبنان أو لعدم اقتناعهم بأن التنوع هو أساس النجاح، بحسب مصدر مطلع. ويشير المصدر إلى أن "هناك امتعاضاً واضحاً داخل صفوف التحالف من قبل بعض الكفوئين الذين يشعرون أن التحالف يمكن أن يشكل قوة انتخابية لا يستهان بها ولكنهم بنفس الوقت مستاؤون من طريقة تصرف بعض نظرائهم من المجموعات الأخرى التي لم تقدم أي إنجاز واقعي على الأرض فيما تسعى لترشيح عدد من أفرادها يفوق المعقول". هذه المعلومات والتساؤلات أثارت ريبة بعض المجموعات في التحالف ما دفعها الى اعادة التفكير في ترشيح افرادها ضمن مظلة "وطني" أو التراجع عن هذه الخطوة والسير في مرشحين منفردين تحت راية مجموعاتهم. رداً على هذه التساؤلات يقول المنسق في لجنة ترشيحات تحالف "وطني" والناشط عن تحالف "متحدون" محمد عبدالله: "نطمئن كل الغيورين ان لا تخوف من فرط انعقاد تحالف وطني...". ويوضح عبدالله في حديث لـ"لبنان 24" أن "دمج مرشحي 11 مجموعة ضمن تحالف واحد ليس بالأمر السهل ومنعاً لتضارب الأسماء بين المرشحين أوجدنا آلية معتمدة للجنة الترشيحات تمخضت من اجتماعات مطولة بين الاعضاء استمرت لجلسات وشهور وهي تمر بثلاثة مراحل: لجنة تحديد مواصفات المرشحين، التي ترفع تقريرها الى المكتب السياسي بدوره يطرحها للنقاش في الهيئة العامة، حال وجود تباينات كبيرة، واخيرا اللجوء الى إجراء استطلاعات رأي في حال لم يتم التوصل الى قرار توافقي حول المرشحين المتنافسين على مقعد معين". ورداً على سؤال عن مدى تأثير هذه العقبات على استمرار التحالف وصولاً تشكيل اللوائح يشدد عبدالله على أن "الأزمات سيتم تجاوزها ولن يسمح (التحالف) بتوجيه أي ضربة قاضية له، وخصوصاً في الوقت الراهن حيث أصبحت الانتخابات على الأبواب". انفجار من الداخل اذاً هذه الآلية يتجه "وطني" الى الاستعانة بها لحل بعض العقد العالقة والتي يمكن أن تفجره من الداخل، بحسب مصادر اخرى متابعة لمجريات التحالف، حيث تتمحور هذه العقد في النقاط التالية: - تسعى مجموعة "لبلدي" (بيروت مدينتي سابقاً) الى السيطرة على مستوى دائرة بيروت الاولى والثانية، والمشكلة تحديداً تبرز في طرح المرشح طارق عمار عن المقعد الارثوذكسي في بيروت الاولى في مواجهة المرشح الابرز لمجموعة "صح" القيادي العوني سابقاً زياد عبس. وفي هذا الإطار طرح البعض خيارات لتجاوز هذا المطب الذي قد يفجر التحالف في حال عدم الوصول الى حل يرضى الطرفين عبر نقل لبلدي ترشيح عمار من الاولى الى الثانية خصوصاً ان حظوظه في الثانية أكبر، وتحل مشكلة التنافس مع عبس، وهنا يطرح السؤال لماذا هذه المواجهة بين مكونات تحالف وطني بعيداً عن الحلول الاخرى؟ - المعضلة الثانية في بيروت الاولى تتمثل في مواجهة على مقعد الاقليات بين جينا الشماس (النقيبة السابقة لخبراء المحاسبة )، والمرشحة من قبل مجموعة لقاء الهوية والسيادة في مواجهة المرشحة عن "طلعت ريحتكم" جومانا حداد والتي قيل انها مرشحة لـ"بلدي" في الاساس، ولكن يحصل توزيع ادوار بين مجموعتين في التحالف، ولا يبدو ان حلولاً جاهزة في هذا الإطار حيث تتمسك كل مجموعة بمرشحها! - المعضلة الثالثة للتحالف هي على مستوى الشوف، التي يمكن ان تقسم "ظهر" تحالف وطني، بعدما واجهه من نكسة موجعة نتيجة إعلان لائحة باسم المجتمع المدني من قبل مارك ضو مع نواة لائحة تضم عن المقعد السني في الشوف من بلدة برجا مايا ترو، ومرشحين آخرين. هذا الامر أدى الى اضعاف "وطني"، بحسب مصادر متابعة في عاليه، باعتبار ان مجموعته هناك أخفقت في الاحتواء والتواصل مع مختلف المجموعات المدنية، في هذا الاطار كان لافتاً انسحاب انطوان حداد عن دائرة عاليه "لاعتبار ان المجتمع المدني اصبح منقسماً بحسب قوله". وهنا يبقى التساؤل هل يستطيع "وطني" تشكيل لائحة وازنة في ظل هذه الظروف والتخبط الداخلي؟ - الجنوب (الثالثة - بنت جبيل، مرجعيون، حاصبيا والنبطية) ليس أفضل حالاً على صعيد المجتمع المدني لأن قوى المعارضة الأساسية التي تسعى لتشكيل لائحة بوجه لائحة الثنائي الشيعي يبدو ان التنسيق شبه منقطع بينها. وفي دائرة صور الزهراني كان لافتاً انسحاب أحد مكونات تحالف "وطني"السفير السابق خليل الخليل عن ترشيحه، فيما يتصدر المرشح رياض الأسعد المواجهة ويبدو انه ليس على تواصل مع "وطني"بحسب مقربين منه. "كلٌ يغني على ليلاه" إضافة الى عقبات الترشيح والمرشحين تظهر معضلة أخرى تتعلق فلم تراع مثلاً مجموعة "لبلدي" حفل اطلاق مرشحي تحالف "وطني" وتوجهت الى دعوة وسائل الاعلام لتغطية وقائع اطلاق برنامجها الرسمي للإنتخابات النيابية 2018، إضافة الى خططها المستقبلية، وذلك يوم غد الجمعة من دون أي ذكر أو تلميح الى انضمام هذه المجموعة الى تحالف على صعيد الوطن. كما ان حزب "سبعة" كذلك يتجه الى اعلان مرشحيه يوم الأحد المقبل خلال حفل يتطرق فيه الى برنامجه الانتخابي دون أي ذكر لتحالف "وطني"، ما يجعل الاصطياد بماء المجتمع المدني العكر أكثر سهولة، وخصوصاً بوجود مجموعات ينطبق عليها "مقولة كلٌ يغني على ليلاه". بناء على هذه المعطيات يبدو أن "وطني" وصل الى مفترق خطر، في ظل تضارب داخلي واسع من جهة ومحاولات من بعض أحزاب السلطة لإغلاق بعض المنافذ عليه وخصوصاً في القرى والدوائر التي تمتلك فيها الأحزاب الكلمة الفصل، وكذلك في ظل وجود مجموعات داخل التحالف تشعر انها "ام الصبي" في بعض الدوائر وتريد الاستفراد في مرشحيها. وهنا يُطرح السؤال من سيأخذ المبادرة قبيل السقوط في "الوحل" وفشل هذه المبادرة المدنية التي علق عليها الشعب اللبناني غير المحزّب آماله وتطلعاته؟
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك