Advertisement

مقالات لبنان24

الحريري.. بين التسوية السياسية والمحددات الضاغطة

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
18-08-2019 | 08:00
A-
A+
Doc-P-617667-637017359874676757.jpg
Doc-P-617667-637017359874676757.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا شك أنّ زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الولايات المتحدة في لحظة حرجة محلياً على المستويين الإقتصادي والسياسي، تعد زيارة مفصلية، خاصة وأنّ واشنطن دخلت بالمباشر على خط أزمة قبرشمون و التطورات المالية والاقتصادية اللبنانية. فلقاء الحريري بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لمدة نصف ساعة، انتهى إلى تأكيد إدارة الرئيس دونالد ترامب موقفها المناهض لحزب الله وإيران والمضي في فرض العقوبات والضغوطات عليهما من جهة، ومن جهة أخرى دعم استقرار لبنان والحكومة من خلال مؤتمر سيدر والمؤسسات الدولية في مقابل مطالبتها بفك الارتباط مع حزب الله، وإشادة بساسية المصرف المركزي وقيادة الجيش والمؤسسة العسكرية.
Advertisement

لقد حرص الرئيس الحريري بعد لقائه بومبيو، على ضخ الايجابيات عن مضمون الاجتماع اللبناني – الأميركي، عطفاً على تعمده الإشارة إلى حرص واشنطن على المحافظة على استقرار لبنان وأمنه وسيادته وعلى حل مسألة تحديد الحدود البرية والبحرية، غير أن الواقع، يقول بحسب مصادر مطلعة لـ"لبنان 24" إنّ موقف الحريري في ما يتصل بالعقويات على حزب الله وصعوبة تغيير وجهة النظر الأميركية في هذا الشأن وضرورة تجنيب لبنان أي تبعات في هذا الخصوص، يرسم خط تماس وحداً فاصلاً بين الدولة والشعب اللبناني من جهة و"حزب الله" من جهة أخرى، علما أن هذه السياسة أثبتت فشلها لأن حزب الله جزء من الدولة والشعب وممسك بالقرار الإستراتيجي. والأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله كان واضحاً في خطابه يوم الجمعة عندما أكّد ما معناه أنه لا يمكن للبعض الذهاب بعيدا بخيارات لها علاقة بمصير البلد، فنحن موجودون وكأنه يغمز الى الفيتو الذي قد يستخدمه عندما تدعو الحاجة؛ فهو سأل: "لو انتصر المحور الآخر، فكيف كان سيتصرف، قائلاً: نحن لا نتصرف من موقع المنتصر ولا من موقع فائض القوة، ونحن حريصون على الإستقرار والتعاون مع الجميع  ولا نريد إلغاء أحد.

إنّ الرهان الأميركي، بحسب المصادر نفسها، ينصب على أن يلتزم الحريري الذي تلقى جرعات دعم من واشنطن، السقف المطلوب منه تجاه علاقته بالقوى السياسية، وعدم الذهاب بعيداً في تفاهمه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ومن خلفهما حزب الله، خاصة بعدما كثر تذمر البعض في الداخل قبل الخارج مما اسموه ذهاب رئيس الحكومة بعيدا في الارتماء في حضن الرئيس عون وحزب الله. ولذلك فإن سياسة إدارة ترامب تجاه التطورات اللبنانية تقوم، بحسب المصادر، على تطويق العهد واجهاض السنوات المتبقية من عمره سياسياً والحجر السياسي على ثنائي عون وباسيل.

لذلك، فإنّ موقع الحريري الحقيقي في المرحلة المقبلة سيتحدد على ضوء المستجدات، فرئيس الحكومة ضخ من واشنطن الحيوية بتموضعه السياسي عندما قال إذا كان هناك استهداف سياسي لوليد جنبلاط، فإن لديه حلفاء، كالرئيس بري والقوات اللبنانية وأنا وغيرنا، علماً أنّ المصادر نفسها ترى أن هناك ضرورات تحكم المواقف في بعض اللحظات، وما  حصل في قبرشمون وما اعقبه هدف إلى سحب الحريري نسبياً من التسوية الرئاسية.

وسط ما تقدم، فإن السؤال المطروح يكمن في كيفية تعايش التسوية اضطرارياً، وهل سيعاد ضخ أسباب الحياة فيها مع المحددات الضاغطة على الرئيس الحريري من قوى داخلية وخارجية ؟

إنّ وقائع كلام السيد نصر الله وزيارة الحريري إلى واشنطن والقدرة على ترجمة اتفاق بعبدا (لقاء المصارحة والمصالحة) سوف ترسم لوحة البازل السياسية للمرحلة المقبلة، لجهة تعايش بقاء رئيس الحكومة في التسوية الرئاسية وعلى رأس الحكومة وبين الضغط الغربي على لبنان، مع إشارة المصادر نفسها في هذا السياق، إلى أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي مثل صمام الأمان سواء في مصالحة القصر الجمهوري أو بحضوره الإجتماع المالي لأول مرة، يحظى بتقدير غربي وأميركي لموقفه علماً أنه يحاول مسك العصا من النصف بين الرئيس عون وحزب الله من جهة والحريري وجنبلاط والقوات من جهة أخرى.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك