Advertisement

مقالات لبنان24

الكل متضرر.. كيف أثّر الحراك على الأحزاب السياسية؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
24-11-2019 | 07:37
A-
A+
Doc-P-648074-637102030012711206.jpg
Doc-P-648074-637102030012711206.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تضرّر "حزب الله" من الحراك الشعبي في لبنان، لكنّه شئنا أم لم نشأ، فهو أقل المتضررين لأنّه قادر على ضبط بيئته إلى حدّ بعيد، ولأنّ بنيته التنظيمية غير مرتبطة بأيّ من الهياكل المالية والإقتصادية أو الإعلامية في النظام اللبناني، وهو بناءً على ذلك يعمل على مراكمة بعض الأرباح وتقليل حجم الخسائر في حين أنّ خصومه وحلفاءه على حدّ سواء يخسرون أيضاً.
Advertisement
 
تلقى "حزب الله" بعض الضربات في السياسة الداخلية بسبب الحراك المدني، وبات إلى حدّ ما بوصف جزء من مؤيديه داخل الرأي العام اللبناني، كباقي أحزاب السلطة عند الحديث عنه كحزب سياسي، لكن الضربة الأهم هي إضعاف حليفه المسيحي، "التيار الوطني الحرّ" الذي بعيداً عن حجم تأثره شعبياً، بات مردوعاً إلى حدّ كبير ولم يعد يمتلك قدرة مناورة سياسية وخطابية كالسابق، نظراً للإنتقاد الذي تعرّض له في شارع الحراك، كذلك فإنّ الضربة الثانية هو الخلاف الذي حكم العلاقة بين الحزب وقيادة الجيش منذ بداية الثورة. وبعيداً عن هذه الخسائر، يستفيد الحزب من بعض جوانب الحراك، وهو يسعى إلى توحيد جبهة حلفائه بشكل كامل…
 
في المقابل، خسر "التيار الوطني الحرّ" قدرته السياسية على المناورة، وتحديداً على استعمال سلاح التعطيل الفعّال الذي استطاع من خلاله في المرحلة الماضية الحصول على مكاسبه السياسية التي ترافقت مع فكرة استعادة حقوق المسيحيين في الإدارة وفي السياسة، حيث استطاع "التيار" فرض حصول المسيحيين على كامل الحصة الوزارية وجزء كبير من الحصة النيابية، إضافة إلى الرئاسة الأولى والوضع الوظيفي في الدولة، وكلّه بفضل القدرة على التعطيل، وما تبع ذلك من شدّ للعصب. اليوم خسر التيار هذه الميزة، وخسر مكتسباتها، كما خسر رئيس "التيار" صورته وتالياً أصبح أكثر بعداً عن موقع الرئاسة.
 
على الجانب الآخر، لم تظهر خسائر تيار "المستقبل" الشعبية بعد بسبب الإختلاط الكبير بين شارعه وشارع الحراك لدى الطائفة السنية، لكن كثر يعتبرون أنّ "المستقبل" سيكون على المدى المتوسط الخاسر الأكبر جرّاء الحراك الشعبي، إذ إنّ شارع المستقبل المحبط لأسباب كثيرة، وجد بديلاً واضحاً حيوياً عن شارعه الحزبي، هو شارع الحراك، بل خسر المستقبل أيضاً قدرته على تأمين الحماية السياسية الشاملة للمصارف، التي يمتلك جزءاً منها، إضافة إلى خسارة إمتيازات أخرى، ما سيؤدّي تدريجياً إلى تفكك شبكة المصالح التي كان يؤمنها، وإلى تراجعه شعبياً وسياسياً.
 
أمّا "الحزب التقدمي الإشتراكي"، فقد أجبره الحراك على تقبّل وجود شارع جديد في الساحة الدرزية، وهذا الشارع للمفارقة حقق درزياً أرقاماً كبيرة جدّاً في الإنتخابات النيابية الماضية، وقارب الإختراق في بعض الدوائر الإنتخابية، ما يحتّم على "الإشتراكي" تقبل منافس حيوي إضافة إلى منافسيه التقليديين الذين لم يشكلوا له أيّ خطر حقيقي في السنوات الماضية.
 
 أميركياً، خسرت أميركا قدرتها على التلويح بفكرة الإنهيار المالي، إذ عندما وصل الوضع المالي إلى خطه الأحمر تراجعت واشنطن وغطت بعض الإجراءات المصرفية الحمائية.
 
لكن الأميركيين الذين تقدموا تكتيكياً على الحزب من خلال النقاط التي اصابوه فيها، أعطوه هامشاً من الأمان في مسألة اللعب على حافة الإنهيار، وهذا ما قد يؤدّي إلى صموده أكثر في لعبة عض الأصابع الحاصلة اليوم.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك