Advertisement

مقالات لبنان24

عندما تواجه الدولة غزو "كورونا" ببندقية صيد.. طبيب يكشف: سنكون أمام كرة ثلج تتدحرج

نوال الأشقر Nawal al Achkar

|
Lebanon 24
01-03-2020 | 09:00
A-
A+
Doc-P-678965-637186696202109231.jpg
Doc-P-678965-637186696202109231.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
على رغم من أنّ الحالات التي أُعلن عن إصابتها رسمياً بفيروس "كورونا" في لبنان لا تتجاوز عدد أصابع اليد حتى لحظة كتابة هذه الأسطر، وهو عدد ليس بكبير نسبةً إلى تفشّي الوباء في عددٍ كبير من الدول، وعلى رغم تأكيد وزير الصحة حمد حسن أنّ الوضع الوبائي في لبنان لا زال في مرحلة الإحتواء، وحرصه على إرفاق كلّ إطلالاته بعبارة "لا داعي للهلع"، إلّا أنّ الهلع يدّب في النفوس، ليس في صفوف المواطنين فحسب، بل بين الوزراء أيضاً، بدليل أنّ وزير التربية طارق المجذوب سارع إلى إقفال المدارس، وقد يتساوى الأخير والمواطنون في عدم الثقة بالإجراءات الوقائية المتّخذة، أو قدّ يتجنب الأسوأ، لا فرق، فالمسألة ليست هنا بل في القادم من الأيام وما قدّ يسجّله من ارتفاع في حالات الإصابة عندنا، مع بدعة الحجر المنزلي التي اعتمدتها وزارة الصحة، ومع إبقاء الحدود لا سيّما البرّية منها مشرّعة أمام الوافدين بصرف النظر عن جنسيتهم، ومواكبتها بإجراءات يُخشى ألّا تكون كافية لإحتواء الفيروس.
Advertisement

"نعم هي إجراءات غير كافية لمواجهة فيروس كورونا المستجد إنْ في المطار أو عبر الحدود البرّية"، يقول الدكتور زاهي حلو المختص في الأمراض المعدية والجرثومية في حديث لـ"لبنان 24"، مضيفاً: "صحيح لا يمكن منع انتقال الفيروس مئة في المئة، ولكن الإجراءات ليست كافية، بدليل ما يكشفه بعض الوافدين عبر المطار من بلدان سجّلت إصابات مرتفعة في الفيروس، بحيث اجتاز هؤلاء المطار ووصلوا إلى منازلهم من دون أيّ قيود، باستثناء توصيات بالقيام بإجراءات نظرية، هي صحيحة ولكن لا نعرف مدى الإلتزام بتطبيقها. من هنا لست مع الطلب من الأشخاص الوافدين عزل أنفسهم، بحيث لا يلتزم هؤلاء بالحجر الصحي في منازلهم".

يعتبر حلو أنّ الأخطر من المطار هي المعابر البرية، "بحيث تستقبل تلك المعابر أعداداً كبيرة من الوافدين عبر الباصات، يختلط هؤلاء بعد دخولهم لبنان مع البقيّة، من دون أن نعرف من المصاب منهم"، بحيث أنّ فترة حضانة المرض قد تمتد إلى ثلاثة أسابيع، ومن هنا رأى الدكتور حلو أنّه كان من الأجدى تشديد الإجراءات الوقائية على المعابر، قبل إقفال المدارس، معتبراً أنّها خطوة متسرّعة "كان يمكن أن يستمروا في التعليم هذا الأسبوع، فما الذي يمنع ألا يصبح الوضع أسوأ الأسبوع المقبل أو الذي يليه، ثمّ هل يترافق إقفال المدارس مع بقاء الطلاب في منازلهم"؟

وعن إمكان إحتواء الفيروس في لبنان، يقول الحلو: "الفيروس أصبح عندنا، وعلينا الإنتباه والتشدّد كي لا ينتشر أكثر، لاسيّما وأنّه يسجّل ارتفاعاً في الإصابات في بلدان متقدمة كإيطاليا. ويمكن احتواؤه من خلال إخضاع عائلات المصابين إلى الفحوصات، ووضع الوافدين في حجر حقيقي، كي لا نكون أمام كرة ثلج تتدحرج وترفع معها الإصابات، أمّا ما نراه اليوم من إجراءات فلا يبشّر بالخير، وكان من المفترض أن يكونوا أكثر تشدّداً في الإجراءات مع الاشخاص القادمين من بلدان مصابة، كما أنّ دخول إصابات جديدة سينعكس حجراً على لبنان من قبل الدول".

حلو يتوقّع أن يرتفع عدد المصابين بالفيروس في لبنان في الأيّام المقبلة، "من هنا وجب تجهيز مستشفيات أخرى إضافة إلى مستشفى رفيق الحريري، لإستقبال الحالات المشتبه بإصابتها، ويحتاج الأمر إلى إجراءات خاصة كأقسام معزولة وغرف عزل متخصّصة، وطاقم طبي وتمريضي يجب أن يبقى معزولاً بدوره مع الحالات المصابة طوال فترة العلاج، وهنا صعوبة الأمور".

كما ويشير الحلو إلى أنّ الصعوبة الأكبر تكمن في عدم توافر كامل المسلتزمات الطبية، نتيجة أزمّة شحّ الدولار "بحيث نسمع أنّ بعض المستشفيات يعاني من نقص في الماسكات المتخصّصة بتلك الحالات، وما حكي عن صفقة ماسكات تمّ تهريبها إلى خارج لبنان، وكأنّنا بمنأى عن إلتقاط العدوى".

وعن وضع الحيوانات الأليفة، يقول الحلو إنّ أصابتها ممكنة "لاسيّما وأنّ مصدر العدوى هو الحيوان في الأساس، فالفيروس الذي ظهر عام 2012 في السعودية انتقل من الجمل إلى الإنسان". كما ويشدّد على وجوب أن يتخذ المواطنون إجراءات وقائية ذاتية "غسل اليدين بالماء والصابون وتجفيفهما جيداً ورمي المناديل في مكبات النفايات وعدم تركها على الطاولات، عزل الأشخاص المصابين، البقاء على مسافة مترين بين الأشخاص، وعدم التعرّض للرذاذ والتنفس". أمّا عن استعمال الماسكات، فأوضح حلو أنّه من غير المجدي استعمالها من قبل المارّة على الطرقات، مشدّداً على ضرورة عدم التفريط بها وتركها إلى وقت لاحق قد نحتاجها فعلاً.
 
عن تفشي الفيروس في بلدان بنسبة أعلى من بلدان أخرى بحيث كان لافتاً أنّ ايران سجلّت أكبر نسبة وفيات في الكورونا نسبة إلى عدد الإصابات، واستناداً إلى التفسير العلمي "يُرجّح إمّا أن الفيروس سجّل إصابات أعلى من تلك المعلنة في إيران وجرى تكتّم حول العدد، أو أنّ هناك أنواعاً من فيروس كورونا نفسه، والبعض منها أخطر من باقي الفيروسات. وهذا ما يحتّم علينا أخذ حذرنا".

عندما يتعلق الأمر بالصحة تسقط المعايير الأخرى، السياسة منها والإقتصادية، ويؤخذ على حكومة لبنان أنّها أولت المعيار السياسي الأهمية على الصحي في التعاطي مع الفيروس في الأيّام الأولى، فاعترف وزير الصحة بنفسه أنّ قرار عدم استقبال طائرات من إيران هو قرار سياسي، وهو تعاطي في حدّ ذاته يدعو إلى الهلع يا معالي الوزير، فإمّا إحمنا من "كورونا" أو دع غيرك يفعل.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك