Advertisement

لبنان

رمضان الفيحاء عبق من الماضي والحاضر 10/30

محمد الحسن Mohammad el Hassan

|
Lebanon 24
22-04-2021 | 08:00
A-
A+
Doc-P-815559-637546998600092018.png
Doc-P-815559-637546998600092018.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لقد دونت كتب التاريخ والتوثيق خصال وعادات الطرابلسيين في مدينتهم خلال شهر الصوم، فاختار كل باحث ما طاب له من معلومات على شكل تقارير إعلامية أو صحافية نشرها للناس في لبنان والعالم. يبدو جليا أن طرابلس كانت ولا تزال محط اهتمام الناس بعاداتها وما درج عليه الرعيل السابق في مسرح حياة مدينة العلم والعلماء . 
Advertisement

وقد أظهرت المعطيات تعلق الطرابلسيين بجغرافيا الأزقة والحواري التي لا تزال حتى يومنا هذا تعج بالحركة والنشاط. 

ومن راقب السوق الممتد من باب الرمل حتى التبانة لفته تهافت من سبق أن خرج من المدينة القديمة ليسكن في ابراج الحداثة، فتراه يتخذ من رمضان مناسبة لينزل كل يوم فيعتمد  باب الرمل منطلقا، ومن العصر موعدا ليترك الحرية لقدميه لتمضيا في مسيرة تخوض غمار السوق. 

نعم، هي عادة درج عليها الطرابلسيون يطوفون في عمق الحارات القديمة خلال الشهر الكريم فيمضون ساعات الصيام الأخيرة من كل يوم في مسيرتهم التي تتغير فيها الوجوه فلا يلتقي بذات الوجوه إلا في ما ندر، ومن هواة هذه المسيرة وزراء ونواب وشخصيات معروفة في المدينة.  

ويحصل أن هذه المسيرة تتحول إلى محطات ولقاءات تعقد صدفة وتنفض على وئام إضافي بين أركانها.  

ويحدث ان يشعر ذاك التاجر بأن  المارة من أمامه هم من أهل السياسة أو غيرها قد تعب أو كاد فيبادره بدعوة لطيفة بشيء من حزم محبب، فيخصص له كرسيا ليجلس عنده لبعض وقت يكون مناسبة لراحة صائم وفرصة لأحاديث في السياسة والكياسة وغيرها . كما يحصل أن تتحول تحية إلى لقاء على الواقف،  أو يصير سلام ملتقى لعدد من الأشخاص يتحلقون فيتبادلون أطراف الكلام قبل أن يعود وينفض اللقاء ويكمل كل مسيره.  

وكان رؤساء البلدية الأوائل يقومون بذلك كل يوم فيطلعون على تفاصيل كثيرة في يوميات مدينة طاعنة في صلب التاريخ فيلبون احتياجات الناس ومتطلباتهم . 

كل ذلك، فيما يعج السوق بالباعة والمتسوقين في حركة لا تهدأ ولا تتراجع على مدار الساعات  المتعاقبات المتتاليات.  

وفي ملاحظات المتجولين في السوق ما يطال التغيير الذي لحق بسوق العطارين فحول معظم محلات العطارة فيه إلى بيع اللحوم والخضار والأسماك فتبدلت رائحة المكان لتتبدل هوية المكان شيئا فشيئا، آملين ألا ياتي يوم فيقال عن سوق العطارين في طرابلس سوق السمك ، فلا بحر هنا ولا صيادون ، ولكن ثمة تغييرا يطرأ  في نمط حياة مدينة تثقل كاهلها التطورات المتلاحقة. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك