Advertisement

Lebanon 24
A-
A+
عدّل هذا الخبر
Messenger
A+
A-
Messenger

كتب فضيلة الدكتور علي الغزاوي شيخ القراء ، ومدير مؤسسات أزهر البقاع:

Advertisement

"‏الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، إنه شهر الصيام ، شهر القيام، شهر القرآن ، شهر العطاء، شهر الخير، شهر التقوى، شهر الشكر، شهر الرشاد، شهر الانتصارات ....

مضامين متعددة نقرأها في شهر رمضان مدرسة الثلاثين يوماً ، والنتيجة والغاية أن يرزق الله العبد شهادة التقوى والشكر والرشاد  .

فرض الله صيامه على عباده ، وللتخفيف عليهم ذكر المماثلة في الفرضية على  الأمم السابقة ( كما كتب على الذين من قبلكم ).

ثم ذكر تخفيفاً آخر بقوله ( أياماً معدودات ) ثم ذكر الغاية لعلكم تتقون. إنها الغاية التي يسعى كل عبد لينال كرامة ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )

  لقد قرن الله بين الشكر والعلم والتقوى والرشاد في الصيام حيث ختم الآية الأولى بقوله ( لعلكم تتقون ) وختم الثانية بقوله (إن كنتم تعلمون ) وختم الثالثة بقوله ( لعلكم تشكرون )  وختم الآية الرابعة بقوله ( لعلكم ترشدرن). هنا قدم التقوى على الشكر.

كما قدمها في معرض الحديث عن الانتصار في بدر  قال تعالى ( ولقد نصركم الله يبدو وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون )

فالتقوى هي حقيق الشكر حيث قالوا ( حقيقة الشكر  أن لا يعصى الله بنعمه ). فرمضان نعمة وعطاءات ربانية نذكر منها:

- نعمة نزول القرآن ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )

- نعمة الصيام ( أياماً معدودات ) ثم بين المعدودات بقوله ( شهر رمضان )

- نعمة القيام ( وسننت لكم قيامه )

- نعمة ليلة القدر  ( إنا أنزلناه في ليلة القدر )

- نعمة البركة ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة )

- نعمة الانتصار على الشح ( صدقة الفطر - من فطر صائما كان له مثل أجره - الزكاة فيه بسبعين ....)

- نعمة الانتصار على الأعداء ( غزوة بدر - فتح مكة - اليرموك - عين جالوت - عبور القناة .....)

- نعمة الانتصار على النفس الأمارة بالسوء ( فإن سابه أحد أو شتمه فليقل إني صائم)

- نعمة الانتصار على الفوارق الاجتماعية الكل صائم

- نعمة الانتصار على الرياء ففي الحديث القدسي ( الصوم لي وأنا أجزي به ) .

- نعمة الانتصار على الشهوات فنترك المباح لنكون للحرام أشد تركاً

إنه رمضان المعيار الذي لا يسع غيره صوما حتى لا يتسع  للمعصية من باب أولى.

إن الحديث عن رمضان هو حديث بناء أمة من خلال عبادة الصوم اللانمطية  لأن كل العبادات فعل وقول إلا الصوم فإنه عبادة الترك حتى  نعبد  الله قولا وعملا وتركاً .لذلك لو تعلم الأمة ما في رمضان من خير  لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان .

إنه الشهر الذي يبني الفرد ليتحول من خلال بناء الفرد إلى بناء الأسرة والمجتمع .

إنه شهر الشعور بالآخر  ليكون مدرسة العطاء بديلاً عن الرغبة في الأخذ والاستئثار.

إنه الشهر الذي حول ركن الزكاة في الأمة إلى مؤسسة فكانت الأمة محتضنة لمشروع الإسلام عبر المؤسسات التي صارت مقصد الغني ليعطي والفقير ليأخذ حقه،  لتتحول مؤسساتنا إلى مشروع احتضان للأمة.

سينتهي رمضان كما كل الأيام وهنيئا لمن يترك فيه رمضان معاني العطاء والتقوى والشكر حتى ينال  الرشاد ( لعلكم ترشدون ) رزقنا الله وإياكم حسن الصيام والقيام لنكون في ليلنا كما في نهارنا مع الله لنكون في مصاف الملائكة، لنكرم من خلال التقوى فنكون الأكرم على الله ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ).


مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك