Advertisement

Lebanon 24
A-
A+
عدّل هذا الخبر
A+
A-

لطالما عرفت طرابلس بالتجارة وقبل ذلك بالزراعة والصناعة ، وقد احتضنت المؤسسات المختلفة، منها ما هو للماكل والمشرب ومنها ما هو للباس على اختلاف انواعه. 

وكانت قد انتشرت المصانع والمتاجر جنبا إلى جنب ، منها مصانع الأحذية والشراويل والطرابيش والخياطين الذين بقي منهم القليل القليل.

ولم يكن من مؤسسات مشابهة خارج المدينة قاستقطبت لزمن طويل الشماليين من عكار والمنية والضنية في عيدي الفطر والأضحى، ووسعت مسالكها لأهالي عكار وزغرتا والكورة وحتى البترون في أعياد الفصح والميلاد وعند التحضير للزواج أو العمادة أو حتى أعياد مار الياس ومار مارون وغيرهما.

وكانت المدينة اذا ما دخل العشر الأخير من رمضان تزدحم بالناس ، وإذا ما مشيت في السوق من أوله إلى آخره تناهت إلى مسامعك لهجات اهل عكار المتعددة .فأهل الجرد يحدثون بلهجة وأهل الساحل بأخرى وأهل الدريب بلهجة مختلفة، كذلك تصل إلى اذانك لهجة أهلنا في الضنية والمنية في سياق جميل من الحركة التي تشبه اذا جمعت الأصوات خلية كلها حياة.

Advertisement

وفي الواقع فإنه وبعد الحرب اللبنانية ثم مع احداث طرابلس في الثمانينيات ثم التطورات الأمنية المختلفة من أحداث الضنية فجولات العنف المتتابعة ، تزامنا مع التطور العمراني باتجاه عكار فمرياطة والضنية والمنية وبحنين ،ونشوء الأسواق في الكورة وزغرتا والبترون، حصل ان فتحت الكثير من متاجر الألبسة أبوابها ، مع كل هذه التطورات تراجع الإقبال على المدينة وما عاد الحشد الشعبي الكبير يقصد طرابلس ،او انه لا يتوجه كما كان في السابق إلى المدينة القديمة، واذا فعل فإنه يقوم بذلك سعيا إلى أسعار أفضل من تلك في المناطق المذكورة آنفا. 

تلمس المعنييون في المدينة هذه الأزمة وتأثير جولات القتال والتطورات العمرانية والتجارية فتحروا أسباب إعادة إنعاش الأسواق في طرابلس وقد شهدت المدينة عملا جبارا تمثل بإعادة تأهيل السوق العريض على نفقة "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية" بإشراف مباشر من الرئيس نجيب ميقاتي ، وذلك قبل ان يقوم مجلس الإنماء والأعمار بترميم سوق العطارين وصولا إلى باب الحديد.
وقد كان لتأهيل السوق العريض أثر كبير إذ كشف أهمية إعادة إحياء المدينة القديمة وحسن الإفادة من أسواقها القديمة وإعادة توجيه ساعات الحاضر بعد الإفادة من الماضي.

هي طرابلس التي تحب العيد في الماضي احبته بشغف ،وفي الحاضر تحبه طمعا بفرح تحتاجه المدينة في كل وقت . وهي على الرغم من كل التطورات تفتح أبوابها للوافدين إلى مؤسساتها من أبنائها وأبناء مختلف المناطق الشمالية لدواع رمضان واستقبال العيد بليال مشهودة وحيث تتناغم حركة المتاجر مع عمل الساعين إلى تحضير الساحات بما يليق بأيام العيد وما تبقى منها للأطفال.

 

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك