تأثير الذكاء الاصطناعي على مجالات العمل.. مَنْ الرابح ومَنْ الخاسر؟

يمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي بشكل غير متناسب على الطبقة الوسطى من العمال ذوي الياقات البيضاء، أي على الأشخاص الذين هم في منتصف حياتهم المهنية. وقد عرض مقال نشره موقع "اينسايدر" الأميركي الأسباب، وجاءت كالاتي:

الذكاء الاصطناعي يفيد العمال الأقل خبرة
بحسب الموقع، "درس الأكاديميون أريك برينجولفسون، ليندسي ريموند ودانيال لي مؤخراً تأثير الوصول إلى مساعد محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي على ما يقرب من 5200 من وكلاء دعم العملاء في شركة برمجيات Fortune 500. ووجد الباحثون أن الأداة ساعدت في زيادة الإنتاجية بنسبة 14٪. والأهم من ذلك، كان العمال المبتدئون هم الأكثر استفادة. وخرج الباحثون باستنتاج مفاده أنه "على عكس دراسات موجات الحوسبة السابقة، وجدنا أن هذه المكاسب تعود بشكل غير متناسب إلى العمال الأقل خبرة والأقل مهارة". بعبارة أخرى، يتم دمج الدروس المستفادة من شهور أو سنوات من الخبرة في أداة الذكاء الاصطناعي. ومع وصول العمال المبتدئين إلى هذه الأدوات، تتم مساعدتهم على سد الفجوة في الأداء مع زملائهم الأكثر خبرة".

الطبقة الوسطى من العاملين في مجال المعرفة سيواجهون لحظة "أوبر" الخاصة بهم
بحسب الموقع، "يشبه البروفيسور كارل بينيديكت فراي، مدير مستقبل العمل في مدرسة أكسفورد مارتن، هذا التحول بتأثير أوبر على سائقي سيارات الأجرة في لندن. لعقود من الزمان، كان يُطلب من كل سائق سيارة أجرة في لندن اجتياز اختبار يسمى المعرفة، والذي يتطلب حفظ أميال من شوارع وسط لندن. بعد ذلك، ظهرت "أوبر" ووضعت المعرفة بشكل أساسي على كل هاتف محمول في كل سيارة في لندن. وقال فراي: "فجأة، لم يعد معرفة اسم كل شارع في لندن خبرة قيمة، حتى يتمكن أي شخص لديه رخصة قيادة من قيادة سيارة أجرة". وأضاف: "وكانت النتيجة مزيدًا من المنافسة لسائقي سيارات الأجرة الحاليين الذين شهدوا انخفاضًا في دخولهم بنحو 10٪".

وتابع الموقع، "التأثير نفسه بدأ يظهر على الكثير من أعمال ذوي الياقات البيضاء، كالمترجمين أو مصممي الويب أو المحامين أو المبرمجين أو المحاسبين أو مؤلفي النصوص أو متخصصي الموارد البشرية. فالمهارات التي تم تطويرها من خلال درجات متقدمة أو سنوات من الخبرة في دور أو شركة معينة قد يتم تضمينها قريبًا في أداة الذكاء الاصطناعي التوليدية، مما يقلل من حواجز الدخول. إن الفائدة التي تعود على أصحاب العمل هنا واضحة. إذا كان الموظف الأقل خبرة بمساعدة إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون فعالًا مثل الموظف الأكثر تكلفة والأكثر خبرة، فيمكنك تخمين ما سيحدث بعد ذلك".

إذا كنت قلقًا بشأن ما يعنيه الذكاء الاصطناعي لحياتك المهنية، فابدأ باستخدامه
بحسب الموقع، "من المؤكد أن هناك الكثير مما لا يزال غير واضح حول كيفية حدوث كل هذا. قال مارك مورو، الزميل البارز في معهد بروكينغز: "قد تكون خبرات العمال أكثر اعتمادًا على طبيعة تبني شركاتهم لهذه التقنيات". في دراسة أجرتها شركة Microsoft في شباط وآذار، قال 31٪ من قادة الأعمال إنهم رأوا زيادة إنتاجية الموظفين على أنها أكثر ما يقدرونه بشأن الذكاء الاصطناعي في مكان العمل. أما 29% منهم رأوا أن الذكاء الاصطناعي ساعد الموظفين في المهام الضرورية ولكن المتكررة / العادية، أما 25% رأوا أن القضاء على الوقت الذي يقضيه الموظف في الأنشطة المنخفضة القيمة".
وختم الموقع، "إذا كنت قلقًا بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على عملك، فإن أفضل طريقة هي معرفة كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لصالحك".