Advertisement

تكنولوجيا وعلوم

الذكاء الاصطناعي يُعيد رسم خريطة العمل: بين الكفاءة وتقلّص الوظائف

Lebanon 24
09-06-2025 | 09:30
A-
A+
Doc-P-1372611-638850834162702116.jpg
Doc-P-1372611-638850834162702116.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في أحدث تصريحات للرئيس التنفيذي لشركة "أوكادو"، تيم ستاينر، كشف عن التطور الكبير الذي شهدته الشركة في مجالي الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مما ساهم في تقليص زمن تنفيذ طلب بقالة مكوّن من 50 سلعة من 25 دقيقة عام 2012 إلى 10 دقائق فقط اليوم. هذه الكفاءة العالية أدّت إلى الاستغناء عن 500 وظيفة هذا العام، ضمن خطة أوسع أعلنتها الشركة سابقًا بتقليص 2300 وظيفة في 2023.
Advertisement

ورغم أن هذه التحولات تمثل إنجازًا تقنيًا لافتًا، إلا أنها تعكس وجهًا آخر من العمل المستقبلي؛ حيث بدأت تتزايد المخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية، وفقًا لتقرير نشرته فاينانشال تايمز.

وبات الذكاء الاصطناعي واقعًا في الشركات بعد أن كان سؤالًا استراتيجيًا. تقول كارين كيمبرو، كبيرة الاقتصاديين في "لينكدإن": "لم نعد نتساءل ماذا سنفعل بالذكاء الاصطناعي؟ بل بدأنا فعلًا في دمجه ضمن العمليات اليومية".

ويشير بيتر تشيز، من معهد الموارد البشرية في بريطانيا، إلى أن الذكاء الاصطناعي "قادر على تغيير كل وظيفة تقريبًا"، إلا أن التأثيرات لا تزال في بدايتها. وتُظهر التجارب الحالية أن الأتمتة تعيد تشكيل الأدوار أكثر من إلغائها، ما يسمح للموظفين بالتركيز على مهام أكثر قيمة، وفقًا لـ بيتر براون من PwC.

لكن هذا لا يمنع القلق، إذ يتوقع داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة "أنثروبيك"، أن نصف الوظائف المكتبية المبدئية قد تختفي خلال خمس سنوات، وسط تباطؤ توظيف الخريجين في كبرى شركات التكنولوجيا بنسبة ربع مقارنة بعام 2023.

بين دعم الموظفين والاستغناء عنهم
تشير الحالات العملية إلى انقسام في توجّه الشركات؛ فبينما تستخدم "شرودرز" الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء دون تقليص فوري في العمالة، اختارت شركات مثل "آي بي إم" و"كلارنا" الاستغناء عن مئات الموظفين لصالح تقنيات الأتمتة، رغم الاعتراف لاحقًا بتراجع جودة بعض الخدمات. أما شركة "موديرنا"، فقد دمجت الموارد البشرية مع قسم التكنولوجيا، ما يعكس توجهًا واضحًا نحو إعادة هيكلة شاملة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي.

يؤكد جيمس ميليغان من شركة Hays للتوظيف أن العديد من الشركات التقليدية لا تزال تتخبط في وضع سياسات حوكمة فعالة للذكاء الاصطناعي، رغم تزايد الطلب على وظائف مثل: "مهندس تعليمات"، و"رئيس قسم الذكاء الاصطناعي"، و"خبير استخدام مسؤول للذكاء الاصطناعي".

وتشير بيانات "لينكدإن" وPwC إلى أن الموظفين المهرة في هذا المجال حصلوا على زيادات في الرواتب بنسبة 56% عام 2024، كما سجّلت القطاعات المعرضة للذكاء الاصطناعي نموًا في الإيرادات لكل موظف بثلاثة أضعاف.

الوظائف المرتبطة بتحليل البيانات، وخدمة العملاء، والبحوث التسويقية، شهدت تباطؤًا في النمو. كما أن النساء يشغلن نسبة أكبر من الوظائف المعرضة للخطر في مختلف الدول التي شملها التحليل.

وتشير التغيرات السريعة في المهارات المطلوبة (بنسبة 66% في بعض الأدوار) إلى صعوبة التكيّف خصوصًا لمن هم في منتصف حياتهم المهنية أو في شركات صغيرة.

رغم التحديات، يرى الخبراء أن هناك تحوّلًا نحو تنمية المهارات البشرية التي يصعب على الذكاء الاصطناعي محاكاتها. وتصف كارين كيمبرو هذه الفئة من الموظفين بأنهم "مضطربون"، لا "مستبدلون".

وتختم كلوديا هاريس من منصة Makers بأن اقتصادًا ثنائي السرعة بدأ يتكوّن: بين شركات تتبنّى الذكاء الاصطناعي وتلك التي تقاومه، لافتة إلى أن العامل الحاسم هو ثقافة التغيير والقدرة على التكيف، لا القطاع بحد ذاته. (العربية)
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك