Advertisement

تكنولوجيا وعلوم

هل العناكب كائنات بحرية الأصل؟ دراسة جديدة تكشف التفاصيل

Lebanon 24
28-07-2025 | 07:39
A-
A+
Doc-P-1397586-638893107610836266.png
Doc-P-1397586-638893107610836266.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في اكتشاف علمي يُعيد رسم ملامح شجرة تطور العناكب، أعلن فريق من العلماء من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في دراسة نُشرت يوم 22 تموز 2025 في مجلة Current Biology، أن العناكب قد تكون تطوّرت أصلًا من كائنات بحرية، وليس من أسلاف برية كما كان الاعتقاد السائد.
Advertisement

استندت الدراسة إلى أحفورة محفوظة بشكل استثنائي لكائن بحري منقرض يُعرف باسم موليسونيا سيمتريكا، عاش قبل نحو نصف مليار عام، وتم استخراجها من تكوين صخور "بورغيس شيل" في جبال روكي الكندية. وقد أتاح الحفاظ الفريد لهذه الأحفورة للباحثين تحليلًا دقيقًا لبنية دماغها وجهازها العصبي، مما كشف عن مفاجآت غير متوقعة.

رغم أن الشكل الخارجي لـ موليسونيا كان يُشبه العقارب وسرطان حدوة الحصان، فإن تنظيم جهازها العصبي الداخلي كان مختلفًا تمامًا. فقد وجد العلماء أن ترتيب المناطق الدماغية في هذه الأحفورة يعكس - بشكل مثير للدهشة - نفس ترتيب الدماغ لدى العناكب الحديثة، لا الكائنات البحرية الأخرى مثل القشريات أو سرطانات حدوة الحصان.

ويوضح البروفيسور نيكولاس ستراوسفيلد من جامعة أريزونا، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن دماغ العناكب يتمتع بتنظيم "مقلوب" مقارنة بدماغ بقية المفصليات، وهو ما بدا واضحًا أيضًا في الأحفورة المدروسة.

لطالما افترضت الأوساط العلمية أن العناكب والعقارب تطوّرت على اليابسة من أسلاف مفصلية. غير أن المقارنات التي أجراها فريق البحث بين 115 سمة دماغية وتشريحية لدى كائنات منقرضة وحديثة، أظهرت أن موليسونيا تُشكّل مجموعة شقيقة للعناكب، ما يُعزز فرضية أنها السلف المشترك الأول للعناكب الحالية.
4 صور للحفرية في إضاءة مختلفة مع خطوط مرسومة في الأعلى.

ويقول المؤلف المشارك فرانك هيرث من كلية كينغز في لندن إن هذا الاكتشاف "يمثل خطوة حاسمة في فهم تطور الجهاز العصبي لدى العنكبوتيات"، ويُتيح إمكانية تتبّع الجينات المؤسسة للدماغ العنكبوتي إلى هذه الكائنات البحرية القديمة.

تشير النتائج إلى أن العناكب لم تكن دائمًا كائنات برية. بل من المرجّح أنها بدأت رحلتها التطورية في أعماق البحر، قبل أن تنتقل لاحقًا إلى اليابسة وتتكيّف مع بيئاتها الجديدة، مستفيدة من بنية دماغية فريدة تُتيح لها التحكم الحركي السريع ونسج الشبكات بإتقان فائق.

ويرى الباحثون أن هذه البنية العصبية المعكوسة ربما منحت العناكب ميزة تطورية حاسمة في الصيد والتحكم الحركي، وهو ما يفسر خفة حركتها وقدرتها الدقيقة على مطاردة الفريسة واصطيادها.

رغم أن الدراسة لا تُقدّم تأكيدًا قاطعًا، إلا أنها تفتح الباب أمام إعادة النظر في أصول المفصليات البرية، وتدفع باتجاه دراسات أوسع تشمل كائنات بحرية منقرضة أخرى ربما تحمل مفاتيح إضافية لفهم تطور العناكب.

في النهاية، إذا كان الحدس العلمي القديم قد افترض أن العناكب خرجت من جحور الأرض، فإن العلم الحديث يشير إلى أنها قد خرجت من قاع المحيط أولًا.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك