باحثون صينيون يبتكرون ميكروفوناً بصرياً يستمع.. لكن عبر الضوء!

في إنجاز علمي يمهّد لتقنيات استشعار غير مسبوقة، طوّر باحثون من معهد بكين للتكنولوجيا ميكروفوناً بصرياً جديداً يستطيع التقاط الصوت باستخدام الضوء بدلاً من الهواء، ما يُحدث قفزة نوعية تتجاوز قدرات الميكروفونات التقليدية.

يعتمد هذا الابتكار على تتبّع الاهتزازات الدقيقة التي تُحدثها الأصوات على أسطح مألوفة مثل الورق أو أوراق الشجر أو الأكواب البلاستيكية، دون الحاجة إلى ملامسة الجسم أو استخدام معدات باهظة. يعمل النظام عبر تسليط ضوء على الجسم ثم قياس التغيرات في شدة انعكاسه، ليحوّلها إلى إشارات صوتية واضحة باستخدام خوارزميات ذكية.

وعلى عكس الأنظمة السابقة التي تطلبت كاميرات فائق السرعة أو ليزرات دقيقة، يعتمد هذا الميكروفون على تقنية "التصوير أحادي البكسل" البسيطة والفعالة من حيث التكلفة، ما يتيح إمكانية دمجه في الهواتف الذكية والطائرات المسيّرة ومعدات المراقبة.

وقال الباحث الرئيسي شو ري ياو إن النظام قادر على إعادة بناء الصوت من أسطح مختلفة حتى في ظروف الإضاءة العادية، ما يفتح آفاقًا واسعة لاستخدامه في بيئات يصعب فيها تشغيل الميكروفونات العادية، مثل التحدث عبر الزجاج أو التقاط الصوت من خلف حواجز.

ومع أن الابتكار يثير بعض المخاوف الأخلاقية بسبب إمكانية استخدامه في التنصّت عن بعد، شدّد الفريق على أن الهدف الأساسي هو تطوير أدوات استشعار آمنة وفعالة في مجالات مثل الإنقاذ، والمراقبة الطبية دون تلامس، والبيئات الحساسة.

وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Optics Express العلمية المتخصصة.

(روسيا اليوم)