أثار إعلان علماء ناسا عن اكتشاف معادن فيفيانيت وغريغيت على سطح المريخ، عادةً ما تتكوّن في بيئات مائية تعجّ بالميكروبات على الأرض، موجة جديدة من الجدل حول وجود حياة قديمة على الكوكب الأحمر. ويعتقد فريق "بيرسيفيرانس" أنّ الحياة هي التفسير الأكثر ترجيحًا لهذه المعادن التي التقطتها المركبة الجوالة في صخور تُعرف باسم "روشيت"، إلا أن الدليل الحاسم ما يزال حبيس العينات المخزنة على المريخ. مركبة "بيرسيفيرانس"، التي هبطت عام 2021، جمعت أولى العينات الأساسية في حاويات من التيتانيوم بانتظار نقلها إلى الأرض. لكن مهمة إعادة العينات التي كان من المقرر أن تتم في 2033 تأجّلت إلى 2040 على الأقل بسبب ارتفاع التكاليف إلى ما بين 8 و11 مليار دولار. الرهان على إعادة العينات هو مفتاح الإجابة على السؤال الكبير: هل تحمل المريخ حياةً مختلفة كليًا عن الحياة على الأرض؟ إذ يمكن للتحليل الدقيق على الأرض أن يكشف عن جزيئات معقدة، مثل الهيموغلوبين أو الكلوروفيل، والتي يُستبعد أن تتشكل من دون عملية بيولوجية. حتى ذلك الحين، تظل الأدلة الميدانية مجرد إشارات مثيرة، لا تكفي لتغيير فهمنا للكون. غير أن اكتشاف «شجرة حياة ثانية» سيُعيد صياغة تاريخ البشر والعلم إلى الأبد، ويمنح الباحثين خارطة طريق جديدة في بحثهم عن الحياة في الكواكب الأخرى. Advertisement