في فجر 7 تشرين الأول 2008، شهدت صحراء النوبة في
السودان وصول جرم فضائي استثنائي، كان الأول الذي تم رصده وتتبع مساره قبل اصطدامه بالأرض. استقرت شظايا هذا الجرم بالقرب من محطة السكة الحديدية رقم 6، بين وادي حلفا والخرطوم، وسُمّيت لاحقًا بـ"شظايا المحطة السادسة".
وقد اكتُشف هذا الكويكب الضخم يوم 6 تشرين الأول 2008 من قبل مرصد جبل "ليمون" في ولاية
أريزونا الأميركية، وعند دخوله الغلاف الجوي للأرض بسرعة بلغت 15 كيلومترًا في الثانية، انفجر في السماء بطاقة تقدر بين 1 و2 كيلوطن من مادة TNT. وتظهر الدراسات أن 70% من الشظايا تنتمي إلى نوع نادر من النيازك الحجرية يسمى اليوريليتات، وأن الكويكب ينتمي لفئة "F" الموجودة في حزام الكويكبات بين
المريخ والمشتري.
الحدث لفت انتباه علماء
الفلك كونه يمثل أول حادث يتم فيه تحذير البشر مسبقًا من اصطدام كويكب بالأرض. وأكد العلماء أن مثل هذه الاصطدامات ليست نادرة، إلا أن التنبؤ المسبق والمراقبة الدقيقة جعله تاريخيًا.
كما أبلغ طاقم طائرة ركاب تابعة لشركة "كي إل إم" برؤية وميض ساطع على بعد 1400 كيلومتر غرب موقع الاصطدام، مما أبرز مدى قوة الانفجار والاهتزاز البصري الناتج عن دخول الجرم الفضائي الغلاف الجوي.
ويثير هذا الحدث تساؤلات حول طرق حماية الأرض من تهديدات مستقبلية للكويكبات والمذنبات الكبيرة. من بين الخيارات المطروحة: الانفجارات النووية، الاصطدامات الحركية، استخدام جرارات الجاذبية، أو الأشرعة الشمسية. ورغم أن الانفجار
النووي قد يكون الملاذ الأخير، إلا أن العلماء يحذرون من خطورته، إذ يمكن أن يؤدي إلى تفتيت الكويكب وسقوط شظاياه، مما يسبب كوارث إضافية على الأرض.
يؤكد سقوط "شظايا المحطة السادسة" أن الأرض، رغم كل تقدم البشر العلمي، لا تزال معرضة لأعاجيب الفضاء، وأن متابعة وحماية كوكبنا أمام هذا النوع من المخاطر تبقى تحديًا عالميًا مستمرًا. (روسيا اليوم)