رغم التطور المذهل في تقنيات التصوير المدمجة داخل الهواتف الذكية، لا تزال هذه الأجهزة بعيدة عن منافسة الكاميرات الاحترافية من حيث جودة الصور وقدرتها على التقاط التفاصيل الدقيقة.
فبحسب تقرير نشره موقع makeuseof.com، فإن السبب الأساسي لا يعود إلى ضعف تقني، بل إلى القيود الفيزيائية التي تحكم تصميم الهواتف مقارنة بالكاميرات المتخصصة.
تعتمد جودة أي صورة فوتوغرافية على ثلاثة عناصر رئيسية:
- الدقة (Resolution)، التي تحددها كمية وحدات استشعار الضوء في المستشعر. كلما زاد عددها، ازدادت التفاصيل.
- المدى الديناميكي (Dynamic Range)، أي قدرة العدسة على التقاط الأجزاء الساطعة والمظلمة في الوقت نفسه.
- مستوى الضوضاء (Noise)، وهو التشويش الذي يظهر خصوصاً في الإضاءة المنخفضة.
الكاميرات الاحترافية تتفوّق بفضل حجم مستشعراتها الكبير الذي يسمح بجمع كميات أكبر من الضوء، ما ينعكس أداءً أفضل ومدى ديناميكيًا أوسع وضوضاء أقل. في المقابل، تعجز الهواتف الصغيرة عن احتواء مستشعرات مماثلة، فتستعين بما يُعرف بـ التصوير الحاسوبي (Computational Photography).
فعند التقاط صورة بالهاتف، لا يتم تسجيل لقطة واحدة، بل عدة لقطات متتالية، تُدمَج لاحقًا باستخدام خوارزميات متقدمة لاختيار أفضل العناصر من كل صورة. النتيجة هي صورة واحدة محسّنة، مشبعة بالألوان، وذات مدى ديناميكي مرتفع رغم صِغر المستشعر.
لكن التحدي المقبل في عالم الهواتف هو بلوغ حدود الفيزياء. فالمستشعرات وصلت إلى مرحلة من التشبع التطويري، وأي تحسين جديد بات يحتاج إلى
سنوات من البحث. لهذا، انتقل تركيز الشركات نحو
الذكاء الاصطناعي ومعالجة الصور برمجيًا بدلاً من توسيع العتاد نفسه.
ورغم محاولات بعض الشركات زيادة حجم العدسات أو تحسين تصميمها، تبقى البرمجيات هي الرهان الأقوى لتجاوز القيود الطبيعية.
إذا، الكاميرات الاحترافية تعتمد على فيزياء الضوء والعدسة، فيما تعتمد الهواتف على قوة البرمجيات. ومع تطور الذكاء الاصطناعي، يبدو أن مستقبل التصوير سيكون مزيجًا بين علم البصريات وتقنيات الخوارزميات.