Advertisement

تكنولوجيا وعلوم

أدلة الحمض النووي الجديدة تكشف حقيقة مقتل جيش نابليون العظيم عام 1812

Lebanon 24
26-10-2025 | 16:46
A-
A+
\
Doc-P-1434384-638971159700651949.png
Doc-P-1434384-638971159700651949.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
أعادت دراسة حديثة رسم أسباب انهيار الجيش الفرنسي خلال حملة نابليون على روسيا عام 1812، كاشفةً عبر تحليل الحمض النووي المُستخرج من أسنان جنود دُفنوا في مقابر جماعية خارج فيلنيوس (ليتوانيا) عن وجود إصابتين غير موثّقتين سابقًا: السالمونيلا المعوية المسببة لحمّى نظيرة التيفوئيد، وبوريليا ريكارنتس المسببة للحمّى المتكرّرة التي ينقلها القمل. وقال فريق معهد باستور إن "السيناريو المعقول لوفاة هؤلاء الجنود سيكون مزيجًا من التعب والبرد والعديد من الأمراض، بما في ذلك حمى نظيرة التيفوئيد وحمى الانتكاسة التي ينقلها القمل"، مؤكّدًا أن النهج الميتاجينومي لم يعثر على أثرٍ لـ"ريكتسيا بروأزيكي" (التيفوس) أو "بارتونيلا كوينتانا" (حمّى الخنادق).
Advertisement

الدراسة، المنشورة في 2025 بمجلة "علم الأحياء الحالي"، حلّلت 13 سنًا وحصرت مادةً وراثيةً لـSalmonella enterica serovar Paratyphi C في أربعة أفراد، وتسلسلاتٍ مطابقةً لـBorrelia recurrentis في فردين آخرين. ويقول المؤلف الرئيسي نيكولاس راسكوفان: "من المثير للغاية استخدام التكنولوجيا التي لدينا اليوم لاكتشاف وتشخيص شيء مدفون منذ 200 عام". ويشير الباحثون إلى أن الحمى المتكرّرة "ليست قاتلة بالضرورة، لكنها قد تُضعف بشكلٍ كبير شخصًا منهكًا بالفعل"، مع عدم استبعاد وجود مُمْرِضات أخرى.

تتقاطع هذه النتائج مع رواياتٍ طبية معاصرة للانسحاب؛ إذ وثّق طبيب الجيش الفرنسي جيه آر إل دي كيركهوف شيوع الإسهال والزحار بين الجنود في ليتوانيا، وكتب: "لقد صادفنا في كل منزل تقريبًا، من أورشا إلى ويلنا، براميل كبيرة من البنجر المملح... كنا نأكل ونشرب عصيره عندما نشعر بالعطش، مما كان يسبب لنا إزعاجًا كبيرًا ويهيج الجهاز الهضمي بشدة"، وهي أعراض تحاكي حمى نظيرة التيفوئيد.

وتضع الدراسة الاكتشاف في سياقه التاريخي: الحملة التي بدأت بجيشٍ قوامه نحو 600 ألف رجل وانتهت بعودة أقل من 30 ألفًا أحياءً، وسط مزيجٍ مدمّر من الانهاك والجوع والبرد والهجمات الروسية والميليشياوية، بلغت ذروته عند عبور بيريسينا الدامي. ويُحذّر المؤلفون من محدودية حجم العيّنة، مؤكدين أن "تحليل عدد أكبر من العينات سيكون ضروريًا لفهم مجموعة الأمراض الوبائية التي أثّرت على الجيش النابليوني أثناء الانسحاب الروسي بشكل كامل".

تخلص الدراسة إلى أن المرض كان شريكًا خفيًا في الكارثة؛ فـ"الميكروبات تروي قصتها أيضًا" حين يُنصت إليها العلم، كاشفةً أن ما هزم "الجيش العظيم" لم يكن القتال المباشر وحده، بل شبكةٌ من العوامل المُنهِكة وعلى رأسها العدوى المعوية والحمّى المنقولة بالقمل. (zmescience)
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك