Advertisement

تكنولوجيا وعلوم

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحاكي الموتى حقا؟

Lebanon 24
10-11-2025 | 00:05
A-
A+
Doc-P-1440225-638983552945138069.png
Doc-P-1440225-638983552945138069.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في دراسة نشرت في مجلة الذاكرة والعقل والإعلام، حاول باحثون استكشاف ما يحدث عندما تتولى الخوارزميات مهمة تذكر الموتى. ولتجربة ذلك عمليا، أنشأ الباحثون نسخا رقمية من أنفسهم باستخدام بياناتهم الشخصية — من مقاطع صوتية ورسائل ومنشورات — لمعرفة كيف يمكن للتقنية أن تعيد بناء "وجود رقمي" شبيه بالإنسان.
Advertisement

وتعرف هذه الأنظمة باسم "روبوتات الموت"، وهي تطبيقات ذكاء اصطناعي تعتمد على آثار الشخص الرقمية لإنتاج محادثات تحاكي طريقته في الحديث ونبرة صوته وحتى شخصيته. وتُقدّم بعض هذه الخدمات على أنها وسيلة عاطفية لمواساة المفجوعين، بينما يروّج البعض الآخر لها على نحو ترفيهي أو تجاري.

لكن التجارب أظهرت جانبا آخر أكثر تعقيدا. فكلما ازدادت دقة البيانات وتحسنت المحاكاة، بدا التفاعل أكثر اصطناعا. إذ تكرر الأنظمة العبارات ذاتها بنبرة جامدة، وتخطئ أحيانا في التعبير عن الانفعالات، كأن تضيف رموزا تعبيرية مرحة أثناء الحديث عن الموت — في مفارقة تكشف ضعف الخوارزميات في استيعاب العواطف البشرية.
 
ورغم أن بعض الأدوات ركز على حفظ القصص والأصوات ضمن أرشيفات رقمية منظمة، فإنها قيدت التعبير الإنساني داخل قوالب جاهزة. فبدت الذاكرة، كما يصفها الباحث أندرو هوسكينز، "حوارا ناقصا" بين الإنسان والآلة، أقرب إلى محاكاة شكلية للمشاعر منها إلى تفاعل حقيقي.

وخلف هذا المشهد الإنساني تقف صناعة رقمية مزدهرة، تديرها شركات ناشئة تسوّق خدماتها بنماذج اشتراك متدرجة (freemium) وتربطها بشراكات في مجالات التأمين والرعاية الصحية. وهكذا تتحول الذاكرة الشخصية إلى سلعة رقمية، والحنين إلى مصدر ربح.

ويرى الفيلسوفان كارل أومان ولوتشيانو فلوريدي أن هذه الظاهرة تعبر عن "اقتصاد سياسي للموت"، تُستثمر فيه البيانات حتى بعد رحيل أصحابها، ضمن ما يسميه آخرون "اقتصاد الذكاء الاصطناعي العاطفي".

وتظهر الدراسة أن هذه الأنظمة لا تعيد الموتى بقدر ما تعيد تشكيل فكرة التذكّر نفسها. فهي تقدم حضورا رقميا مستمرا، يخفي غياب الفقد الحقيقي. وكما تشير منظّرة الإعلام ويندي تشون، فإن التقنيات الرقمية تخلط بين "الذاكرة" و"التخزين"، فتعد باستدعاء مثالي بينما تقصي النسيان، وهو العنصر الضروري للحداد والنضج العاطفي. (روسيا اليوم)
 
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك