أعلنت صحيفة "واشنطن بوست" في وقت سابق من هذا الأسبوع إطلاق بودكاست "شخصي" مدعوم بالذكاء الاصطناعي يتيح للمستخدمين اختيار "مضيف" وفق اهتماماتهم، لكن التقارير أشارت إلى أن التجربة سرعان ما تحولت إلى مصدر غضب داخل المؤسسة بسبب أخطاء وُصفت بأنها تمس أساسيات العمل الصحافي.
ونقل موقع "سيمافور" أنه خلال أقل من 48 ساعة على الإطلاق، اشتكى موظفون ومحررون من أن البودكاستات التي ينشئها
الذكاء الاصطناعي ارتكبت أخطاء مثل اختلاق اقتباسات ونسب معلومات بشكل خاطئ. وكتب أحد المحررين على "سلاك": "من المثير للدهشة حقاً أن يُسمح لهذا الأمر بالمضي قدماً على الإطلاق"، مضيفاً: "لم أكن لأتخيل أبداً أن تقوم صحيفة
واشنطن بوست بتشويه صحافتها عمداً ثم تنشر هذه الأخطاء لجمهورنا على نطاق واسع"، قبل أن يخلص إلى: "لو كنا جادين لسحبنا هذه الأداة على الفور".
ووفق "سيمافور"، لم تقتصر الملاحظات على سوء نطق، بل تضمنت أيضاً إدراج تعليقات تُضفي طابعاً تحريرياً عبر تحريف اقتباس من مصدر على أنه موقف الصحيفة. وفي رسائل "سلاك" حصلت عليها "ستاتوس"، سأل أحد الموظفين: "ما هي الضوابط التي تضمن الدقة في هذا البودكاست؟"، فيما قال آخر للموقع نفسه: "إنها كارثة بكل معنى الكلمة. أعتقد أن غرفة الأخبار تشعر بالحرج".
بدورها، كتبت كارين بينسيرو، رئيسة قسم المعايير في الصحيفة، في رسالة داخلية نُقلت إلى "سيمافور" أن الوضع "محبط لنا جميعاً". كما لفتت كاتبة تغطي
أخبار التكنولوجيا، جين روزنزويغ، على "بلو سكاي" إلى أن مقدم بودكاست الذكاء الاصطناعي "أعلن أنه سيناقش موضوع "ما إذا كان ينبغي إعدام الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية أم لا" دون ذكر أي سياق حتى وقت لاحق".
وبحسب "سيمافور"، تظهر فجوة بين غرفة الأخبار وقسم المنتجات: فريق المنتج يرى الأخطاء جزءاً طبيعياً من طرح ميزة تجريبية، بينما يعتبرها الصحافيون إساءة للمهنة. وأشار التقرير إلى أن تطوير هذه البودكاستات جاء بالتعاون مع شركة "إيليفن لابز"، ضمن سلسلة استخدامات للذكاء الاصطناعي داخل الصحيفة تحت إدارة جيف بيزوس، تشمل ملخصات للمقالات، وخطة تتيح لكتّاب غير محترفين نشر مقالات مكتوبة بالذكاء الاصطناعي، إضافة إلى صفحة بعنوان "اسأل الذكاء الاصطناعي في صحيفة واشنطن بوست".