في حادثة أثارت قلقًا عالميًا، حذّر خبراء أمنيون من لجوء عصابات سرقة إلى تطبيق خرائط
غوغل كأداة أساسية للتخطيط المسبق لاقتحام المنازل، ما فتح نقاشًا واسعًا حول مخاطر الخصوصية وسوء استخدام التقنيات الرقمية المتاحة للعامة.
تخطيط عن بُعد
وبحسب الخبراء، يعتمد اللصوص على خاصية Street View لمعاينة واجهات المنازل والشوارع بدقة عالية، من دون الحاجة إلى الحضور الميداني. هذه الصور تتيح لهم دراسة المداخل، والأسوار، والأبواب، والنوافذ، والمساحات الخارجية، واختيار المنازل الأقل تحصينًا بعناية.
ولا يقتصر الأمر على الصور فقط، إذ يستفيد المجرمون أيضًا من بيانات حركة المرور داخل التطبيق، لتحديد أوقات الازدحام والهدوء، واختيار التوقيت الأنسب للاقتحام والانسحاب من دون إثارة الشبهات. وبهذا، تتحول الخدمة الرقمية إلى أداة مراقبة مسبقة تسهّل تنفيذ السرقات بدقة عالية.
مخاطر خفية
في المقابل، يسهّل التطبيق على المستخدمين استكشاف الأماكن عن بُعد، لكنه يوفّر في الوقت نفسه معلومات قد تُستغل بشكل ضار، خصوصًا عندما تكشف الصور تفاصيل معمارية أو أمنية للمنازل.
وردًا على هذه المخاوف، تتيح غوغل خيار طمس صور المنازل عند التقدّم بطلب رسمي يثبت الملكية، إلا أن هذا الإجراء دائم ولا يمكن التراجع عنه لاحقًا.
دعوة للحذر
تعكس هذه الوقائع كيف يمكن للأدوات الرقمية الشائعة أن تنقلب إلى وسائل خطرة إذا أسيء استخدامها. ويوصي خبراء الأمن برفع مستوى الوعي الرقمي، ومراجعة إعدادات الخصوصية، والاستفادة من الخيارات المتاحة لحماية المعلومات الشخصية، في ظل تصاعد التحديات المرتبطة بالأمن الرقمي والحياة اليومية.