Advertisement

تكنولوجيا وعلوم

الجسم... ما مدى سخونته؟

Lebanon 24
08-07-2022 | 12:00
A-
A+
Doc-P-969472-637928686394544752.jpg
Doc-P-969472-637928686394544752.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

تزداد موجات الحرارة شحنا فائقا مع تغير المناخ - حيث تدوم لفترة أطول، وتصبح أكثر تواترا وسخونة.

ويتمثل أحد الأسئلة التي يطرحها الكثير من الناس في: "متى سيكون الجو حارا جدا بالنسبة للنشاط اليومي العادي كما نعرفه، حتى بالنسبة للشباب البالغين الأصحاء؟".
Advertisement

وتتجاوز الإجابة درجة الحرارة التي تراها على مقياس الحرارة. إنها تتعلق أيضا بالرطوبة. ويُظهر بحث لاري كيني، أستاذ علم وظائف الأعضاء وعلم الحركة والأداء البشري، ودانيال فيسيليو، عالم جغرافي ومناخ وزميل ما بعد الدكتوراه، وراشيل كوتل، دكتوراه في فسيولوجيا التمرين، ولاية بنسلفانيا، أن الجمع بين الاثنين يمكن أن يصبح خطيرا بشكل أسرع مما كان يعتقد العلماء سابقا.

وأصبح العلماء والمراقبون الآخرون قلقين بشأن زيادة تواتر الحرارة الشديدة المقترنة بالرطوبة العالية، والتي تُقاس على أنها "درجة حرارة البصيلات الرطبة".

وغالبا ما يشير الناس إلى دراسة نُشرت في عام 2010 قدرت أن درجة حرارة البصيلات الرطبة البالغة 35 درجة مئوية - تساوي 95 درجة فهرنهايت عند 100% من الرطوبة، أو 115 درجة فهرنهايت عند 50% من الرطوبة - ستكون الحد الأعلى للسلامة، حيث لم يعد بإمكان الجسم تبريد نفسه عن طريق تبخير العرق من على سطح الجسم للحفاظ على درجة حرارة ثابتة للجسم.

ولم يتم اختبار هذا الحد إلا مؤخرا على البشر في ظروف معملية. وتظهر نتائج هذه الاختبارات سببا أكبر للقلق.

وللإجابة على سؤال "ما مدى سخونة الجو؟"، أحضر الباحثون رجال ونساء شبان يتمتعون بصحة جيدة إلى مختبر نول في جامعة ولاية بنسلفانيا لتجربة الإجهاد الحراري في بيئة مضبوطة.

وتوفر هذه التجارب نظرة ثاقبة حول مجموعات درجة الحرارة والرطوبة التي تبدأ في أن تصبح ضارة حتى لأصحاء البشر.

وابتلع كل مشارك قرصا صغيرا للقياس عن بعد، والذي كان يراقب درجة حرارة الجسم أو درجة حرارة الجسد. ثم جلسوا في غرفة بيئية، متحركين بما يكفي لمحاكاة الحد الأدنى من أنشطة الحياة اليومية، مثل الطهي وتناول الطعام. ورفع الباحثون ببطء إما درجة الحرارة في الغرفة أو الرطوبة وراقبوا متى بدأت درجة حرارة الجسم الأساسية في الارتفاع.

وهذا المزيج من درجة الحرارة والرطوبة حيث تبدأ درجة الحرارة الأساسية للشخص في الارتفاع يسمى "الحد البيئي الحرج".

وتحت هذه الحدود، يكون الجسم قادرا على الحفاظ على درجة حرارة أساسية ثابتة نسبيا بمرور الوقت. وفوق هذه الحدود، ترتفع درجة الحرارة الأساسية بشكل مستمر ويزداد خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة مع التعرض لفترات طويلة.

وعندما ترتفع درجة حرارة الجسم، يجب على القلب أن يعمل بجهد أكبر لضخ تدفق الدم إلى الجلد لتبديد الحرارة، وعندما تتعرق أيضا، فإن ذلك يقلل من سوائل الجسم. وفي الحالة الأكثر خطورة، يمكن أن يؤدي التعرض لفترات طويلة إلى ضربة شمس، وهي مشكلة تهدد الحياة وتتطلب تبريدا فوريا وعلاجا طبيا.

تقترب موجات الحرارة الحالية حول العالم من هذه الحدود، إن لم تكن تتجاوزها.

وفي البيئات الحارة والجافة، لا يتم تحديد الحدود البيئية الحرجة من خلال درجات حرارة البصيلات الرطبة، لأن كل العرق الذي ينتجه الجسم تقريبا يتبخر، ما يؤدي إلى تبريد الجسم. ومع ذلك، فإن كمية العرق التي يمكن أن يتعرقها البشر محدودة، كما أننا نكتسب المزيد من الحرارة من درجات حرارة الهواء المرتفعة.

ضع في اعتبارك أن هذه الانقطاعات تعتمد فقط على الحفاظ على درجة حرارة جسمك من الارتفاع المفرط. وحتى درجات الحرارة والرطوبة المنخفضة يمكن أن تضغط على القلب وأنظمة الجسم الأخرى.

وعلى الرغم من أن تجاوز هذه الحدود لا يمثل بالضرورة سيناريو أسوأ حالة، إلا أن التعرض لفترات طويلة قد يصبح شديد الخطورة بالنسبة للفئات الضعيفة من السكان مثل كبار السن وذوي الأمراض المزمنة.

وتحول تركيزنا التجريبي الآن إلى اختبار كبار السن من الرجال والنساء، لأن الشيخوخة الصحية تجعل الناس أقل تحملا للحرارة. إضافة إلى زيادة انتشار أمراض القلب، ومشاكل الجهاز التنفسي وغيرها من المشاكل الصحية، وكذلك بعض الأدوية، يمكن أن يزيد من خطر تعرضهم للضرر. ويشكل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما حوالي 80-90% من ضحايا موجات الحر.

كيف تحافظ على سلامتك

البقاء رطبا جيدا والبحث عن مناطق تبرد فيها - حتى لفترات قصيرة - مهمان في درجات الحرارة المرتفعة.

وبينما تقوم المزيد من المدن في الولايات المتحدة بتوسيع مراكز التبريد لمساعدة الناس على الهروب من الحرارة، سيظل هناك العديد من الأشخاص الذين سيختبرون هذه الظروف الخطرة دون أي وسيلة لتبريد أنفسهم.

ووجدت دراسة حديثة تركز على الإجهاد الحراري في إفريقيا أن المناخات المستقبلية لن تكون مواتية لاستخدام أنظمة تبريد منخفضة التكلفة مثل "مبردات المستنقعات" حيث تصبح الأجزاء الاستوائية والساحلية من إفريقيا أكثر رطوبة.

وتستخدم هذه الأجهزة، التي تتطلب طاقة أقل بكثير من مكيفات الهواء، مروحة لإعادة تدوير الهواء عبر وسادة باردة ومبللة لخفض درجة حرارة الهواء، ولكنها تصبح غير فعالة في درجات حرارة عالية للبصيلات الرطبة أعلى من 21 درجة مئوية (70 فهرنهايت).

وأخيرا، لا تزال الأدلة تتزايد على أن تغير المناخ ليس مجرد مشكلة للمستقبل. إنها مشكلة تواجهها البشرية حاليا ويجب أن تتعامل معها وجها لوجه."ساينس ألرت"


تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك