في موسم لا يشبه سواه، عاد
الدوري الإسباني ليحمل توقيع الكبار. وبين قمم الفوز ومنحدرات التعثر، يتقدّم "
برشلونة" بخطى متوترة نحو اللقب، بينما يطارده "
ريال مدريد" كالظل، بلا رحمة. أربع جولات فقط تفصلنا عن إسدال الستار على موسم هو من بين الأكثر تشويقًا في العقد الأخير، حيث لم تُحسم المعركة بعد، لكن الملامح بدأت تتضح... وقد تكون ليلة 11 أيار مفصل الحكاية.
بعد مرور 34 جولة من "الدوري"، يتصدر "برشلونة" الترتيب برصيد 79 نقطة (25 فوز، 4 تعادلات، 5 هزائم)، بفارق 4 نقاط عن غريمه "
ريال مدريد" الذي يحتل المركز الثاني بـ75 نقطة (23 فوز، 6 تعادلات، 5 هزائم).
ورغم أن الصدارة بحوزة "برشلونة"، إلا أن جدول المباريات المتبقية لا يترك مجالًا للراحة، إذ أن المواجهة المرتقبة ضد "ريال مدريد" في الجولة المقبلة قد تقلب الترتيب رأسًا على عقب.
جدول ناري ينتظر العملاقين
"برشلونة" سيخوض أربع مباريات متبقية: "ريال مدريد" (11 أيار)، إسبانيول (15 أيار)،
فياريال (18 أيار)، وأتلتيك بلباو (25 أيار)
في المقابل، يواجه "الملكي الأبيض": "برشلونة" (11 أيار)، ريال أيارركا (14 أيار)،
إشبيلية (18 أيار) وريال سوسيداد (25 أيار)
إذا نظرنا إلى خصوم الفريقين، نلاحظ أن الطريق ليس مفروشًا بالورود لأي منهما. "البرسا" سيواجه خصمين صعبين خارج أرضه، بينما "
الريال" عليه زيارة إشبيلية وساحة "برشلونة" نفسها. لكن فارق النقاط يمنح "برشلونة" أفضليّة نظرية، قد تتحول إلى ذهب إذا حسم
الكلاسيكو.
الكلاسيكو.. أكثر من ثلاث نقاط
المباراة المرتقبة
يوم الأحد 11 أيار بين "البلوغرانا" و"الميرنغي" ليست مجرد "كلاسيكو"، بل قد تكون الموقعة الفاصلة لتحديد بطل الدوري. فوز "برشلونة" يعني توسيع الفارق إلى 7 نقاط، والاقتراب من التتويج بشكل شبه رسمي، بينما فوز "ريال مدريد" يعيد الدوري إلى نقطة الغليان، بفارق نقطة واحدة فقط ومعنويات عالية.
وبينما يعوّل "برشلونة" على اللعب أمام جمهوره وحماس الصدارة، يُراهن "ريال مدريد" على خبرة مبابي المتألّق، وقوة الدفع الأخيرة التي أظهرها الفريق بعد سلسلة من الانتصارات الصعبة.
سيناريوهات اللقب.. من يملك اليد العليا؟
"برشلونة" بحاجة للفوز في الكلاسيكو وانتصارين من أصل ثلاث مباريات بعدها للتتويج. أما كتيبة
الإيطالي كارلو أنشيلوتي فعليهم الفوز بالكلاسيكو وانتظار تعثر لامين يامال ورفاقه مرة واحدة على الأقل في الجولات المتبقية.
التاريخ يُخبرنا أن الكلاسيكو لا يخضع لحسابات المنطق، وأن ضغط الصدارة قد يكون سيفًا ذا حدّين. وعليه، فإن العامل الذهني سيكون له نفس وزن المهارة والتكتيك.
من يكتب سطر النهاية؟
قد تُكتب قصة الدوري الإسباني هذا الموسم بكرةٍ تعانق الشباك في الدقيقة الأخيرة، أو بتصدي دراماتيكي، أو حتى بتعادل يُحسم في اللحظات. لكن الأكيد أن الليغا 2024-2025 أعادت الحياة إلى واحدة من أعظم المنافسات في
كرة القدم. اذًا، الكلاسيكو اقترب والأنفاس محبوسة… فمن يرفع الكأس في النهاية؟ "برشلونة" بثباته، أم "ريال مدريد" بعزيمته التي لا تنكسر؟