في واحدة من أكثر الليالي إثارة وجنونًا في كرة القدم الأوروبية، يضرب العملاقان الإنكليزيان "مانشستر يونايتد" و"توتنهام هوتسبير" موعدًا مصيريًا، عندما يلتقيان سهرة اليوم الأربعاء على أرضية ملعب "سان ماميس" في مدينة بيلباو الإسبانية، في نهائي الدوري الأوروبي لموسم 2024-2025.
رغم تراجعهما المأساوي محليًا، فإن الفريقين وجدا في المسابقة الأوروبية طوق نجاة، وسيتصارعان في "حلبة" الليلة على أكثر من مجرّد لقب.. على فرصة لإعادة
الهيبة، وتجنّب الانهيار الكامل.
أغلى نهائي في تاريخ الدوري الأوروبي
يدخل نهائي "اليونايتد" و"
توتنهام" سجلات كرة القدم كأغلى نهائي في تاريخ الدوري الأوروبي، بقيمة تسويقية مشتركة تبلغ 1.53 مليار
يورو، متجاوزًا الرقم القياسي السابق الذي سُجّل في نهائي "
تشيلسي" و"
أرسنال" عام 2019 (1.51 مليار يورو).
ويمتلك "توتنهام" القيمة الأعلى بين الفريقين (836.1 مليون يورو)، محتلاً المركز التاسع عالميًا، فيما يحلّ "
مانشستر يونايتد" عاشرًا بـ699.25 مليون يورو.
نهائي الفرصة الأخيرة.. موسم كارثي محليًا
في مفارقة غير مسبوقة، يقبع الفريقان في قاع
الدوري الإنكليزي الممتاز قبل جولة واحدة فقط من الختام، حيث يحتل "اليونايتد" المركز السادس عشر برصيد 39 نقطة، و"توتنهام" السابع عشر بـ38 نقطة، وهما آخر مركزين قبل الهبوط إلى "التشامبيونشيب".
لذلك، لا يُمثّل التتويج بلقب الدوري الأوروبي مجرّد مجد قاري، بل مخرجًا من ضياع مالي ورياضي محقق، إضافة إلى بطاقة تأهل ذهبية إلى
دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
الأرقام لا تكذب.. والتفوّق لمن؟
على صعيد المواجهات المباشرة هذا الموسم، فرض "توتنهام" هيمنته الكاملة على "
الشياطين الحمر"، بفوزه في جميع المباريات الثلاث: 3-0 و1-0 في الدوري، و4-3 في
كأس الرابطة.
بل إن "اليونايتد" فشلوا في تحقيق أي فوز على "السبيرز" خلال آخر 5 مواجهات، مما يُعيد إلى الأذهان هيمنة "
إيفرتون" التاريخية في موسم 1985-1986، حينما حقق 4 انتصارات على "مانشستر" في موسم واحد.
من يُتوّج؟ الحاسوب يختار
وفقًا لتوقعات الحاسوب العملاق الخاص بشبكة Opta، فإن النهائي يُعدّ من أكثر المباريات غموضًا من حيث التوقعات. وتُشير الإحصاءات إلى تفوق طفيف جدًا لـ "توتنهام" بنسبة 50.3%، مقابل 49.7% لصالح "مانشستر يونايتد".
اشتباكات دامية في بلباو.. الوجه القبيح للقمة
قبل ساعات من انطلاق النهائي، شهدت مدينة سان سيباستيان القريبة من بلباو اشتباكات عنيفة بين جماهير الفريقين. ووفق صحيفة "ذا صن"، فقد تحول أحد الشوارع الحيوية إلى ساحة معركة، بعد أن تبادل العشرات من المشجعين اللكمات والشتائم، وسط رشق بالأغراض واستخدام طاولات وكراسٍ من المقاهي كأسلحة.
وبحسب وسائل اعلام، فقد اندلع الشجار بسبب هتافات عدائية متبادلة، وتطورت الأمور بشكل خطير، ما استدعى تدخل الشرطة والإسعاف. وتمت السيطرة على الوضع دون تسجيل حالات اعتقال، فيما عُولج عدد من المصابين ميدانيًا.
وأخيرًا.. المجد أو الانهيار؟
قد لا يكون هذا النهائي هو الأقوى فنيًا، لكنه بلا شك الأكثر رمزية، والأشد حاجةً للفوز. الفريق المنتصر سينقذ موسمه، وربما مستقبله. أما الخاسر، فسيُضاف اسمه إلى قائمة ضحايا الانهيارات الكبرى في تاريخ
الكرة الإنكليزية. فبين قمة المجد وقاع الانهيار.. من ينتشل موسمه ويرفع الكأس؟