تنطلق بعد أيام أول نسخة موسّعة من بطولة كأس العالم للأندية بتنظيم من الاتحاد الدولي
لكرة القدم (الفيفا)، في مغامرة تبلغ قيمتها نحو ملياري دولار وتُعتبر بمثابة عرض افتتاحي لما قبل كأس العالم 2026، إلا أن الحماس الجماهيري لا يزال موضع شك، وسط تساؤلات حول أحقية التأهل، مخاوف من إصابات، وانتقادات لجوانب تنظيمية جوهرية.
رغم إعلان الفيفا عن جوائز مالية ضخمة تصل إلى مليار دولار، منها 125 مليونًا للفريق الفائز—أي أكثر بـ25% مما حصل عليه
باريس سان جيرمان عن كامل مشواره في
دوري الأبطال—إلا أن التذاكر لا تزال متاحة بشكل واسع حتى لمباراة الافتتاح في 15 حزيران بين إنتر ميامي والأهلي المصري، وكذلك للنهائي في 13
تموز على ملعب ميتلايف في نيوجيرسي.
أثار اختيار إنتر ميامي للمشاركة رغم خروجه من الدور الأول في الدوري الأميركي جدلاً واسعًا. فقد تأهل الفريق بموجب تصدره الموسم الاعتيادي، في وقت غابت أندية مثل ليفربول وبرشلونة ونابولي، رغم تتويجها ببطولات وطنية كبرى.
نقاد اعتبروا أن الفيفا "صمم" النظام لضمان وجود ليونيل ميسي، النجم الأرجنتيني الأبرز، ما يعكس طبيعة تأهيل غامضة ومُسيسة.
في سابقة فريدة، استُبعد نادي ليون المكسيكي رغم فوزه بكأس الكونكاكاف 2023، بسبب تشارك الملكية مع فريق آخر متأهل، وأُعطي المقعد بدلاً منه لنادي لوس أنجلوس، ما سلّط الضوء على الضبابية القانونية والتنظيمية التي تكتنف البطولة.
البطولة تأتي بعد موسم
أوروبي مرهق، ما دفع اتحاد اللاعبين المحترفين إلى رفع دعوى ضد الفيفا بدعوى تقليص وقت تعافي اللاعبين.
كما أن هناك قلقاً بشأن أرضية الملاعب، بعد تجربة سيئة خلال كوبا أميركا السابقة، إذ وُصفت الملاعب بأنها "دون المستوى" من حيث الأبعاد والعشب. وردًا على ذلك، أكّد الفيفا أن جميع الملاعب ستُجهز بعشب طبيعي وبأبعاد رسمية 105×68 م.
تم تقسيم الفرق إلى 8 مجموعات من 4 فرق، حيث تتصدر المشهد أندية النخبة:
ريال مدريد (بطل
أوروبا 6 مرات خلال 12 عامًا)
مانشستر سيتي (بطل أوروبا 2023)
بايرن ميونيخ، باريس سان جيرمان، أتلتيكو
مدريد، بوتافوغو، سياتل ساوندرز، وغيرهم.
وتشهد المجموعة الثانية منافسة نارية بين باريس، أتلتيكو، بوتافوغو، وسياتل.
هذه البطولة ليست مجرد منافسة كروية، بل استفتاء غير رسمي على استعداد
الولايات المتحدة لاستضافة كأس العالم 2026. وهي أيضاً فرصة للفيفا لاستعراض نموذجه التجاري الجديد، خصوصًا بعد توقيع صفقة بث مع "دازون" بقيمة مليار دولار. (الجزيرة)