تحوّلت مدرجات ملعب فيليب شاترييه في باريس مساء الأربعاء إلى مسرح درامي، بعدما فجّرت الفرنسية لوا بواسو مفاجأة من العيار الثقيل بإقصائها الروسية الشابة ميرا أندريفا من ربع نهائي بطولة رولان غاروس للتنس، بنتيجة 7-6 و6-3، في مواجهة شهدت دموعًا وانهيارات وتاريخًا يُكتب من جديد.
في أول ظهور لها ضمن الجدول
الرئيسي لإحدى
البطولات الأربع الكبرى، وبترتيب عالمي متواضع (361)، حققت بواسو، التي تلعب ببطاقة دعوة، إنجازًا مذهلًا بوصولها إلى نصف النهائي، كأول فرنسية تحقق ذلك منذ ماريون بارتولي عام 2011، في عام يوصف بأنه الأسوأ لتنس السيدات في
فرنسا.
ورغم بدايتها المهزوزة وتأخرها في أولى مجموعات اللقاء أمام أندريفا، المصنفة السادسة عالميًا، أظهرت بواسو عزيمة خارقة وقلبت الطاولة على منافستها، التي لم تتحمل الضغط وانهارت ذهنيًا في أواخر
المجموعة الثانية، حيث دخلت في مشادات مع فريقها، وطلبت من الجمهور الصمت، قبل أن تنفجر باكية وتفقد سيطرتها على مجريات اللقاء.
أندريفا (18 عامًا) بدأت اللقاء بامتياز وتقدمت 3-1، لكن بواسو رفضت الاستسلام، وتعادلت ثم حسمت
المجموعة الأولى في شوط كسر التعادل، بعدما أنقذت نقطة خسارة، مستفيدة من ضربة أمامية خاطئة من اللاعبة الروسية.
وفي المجموعة الثانية، بدا أن أندريفا استعادت توازنها بتقدمها 3-0، لكن التوتر عاد ليسيطر على أدائها، لتخسر خمسة أشواط متتالية وسط تشجيع صاخب للجماهير الفرنسية، الذين قابلوا تصرفاتها بغضب صافرات الاستهجان.
بعد كسر إرسالها مجددًا، لم تتمالك أندريفا أعصابها، فصرخت في فريقها وأطلقت كرة باتجاه المدرجات، لتُعاقب بإنذار، قبل أن تسقط معنويًا وتخسر اللقاء بشكل درامي.
عقب الفوز، سقطت بواسو أرضًا تأثرًا، ثم وقفت وذراعاها مرفوعتان وسط هتاف جماهيري جنوني، وقالت بعد اللقاء:
"لا أصدق ما حدث... شكراً لكم جميعًا على الدعم الهائل. لقد ركضت كثيرًا لأنني كنت متوترة في البداية، لكنني قاتلت في كل نقطة".
وأضافت: "حتى عندما شعرت أنني لست في أفضل حالاتي، تمسكت بالأمل حتى النهاية، وها أنا الآن في نصف النهائي!". (العين)