Advertisement

خاص

"باريس" و"تشيلسي" في نهائي الحلم.. مَنْ يرفع الكأس وسط ضغوط مرهقة؟

إيناس القشاط - Inass El Kashat

|
Lebanon 24
13-07-2025 | 04:30
A-
A+
Doc-P-1390568-638879974297769559.png
Doc-P-1390568-638879974297769559.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

هذه الليلة لا تشبه سواها رياضيا. على أرض "ميتلايف ستاديوم" في نيوجيرسي، سيتصادم "باريس سان جيرمان" و"تشيلسي" وجهاً لوجه في نهائي النسخة الأولى من كأس العالم للأندية بنظامها الجديد. ليست مجرّد مباراة، بل صراع كرويّ بين مدرستين، ميزان قوى، وأرقام فلكية... وجمهور ينتظر لحظة رفع الكأس بلهفة، لكن خلف الأضواء الساطعة، يقف ظلّ كبير من التساؤلات حول العدالة البدنية، وتنظيم البطولة.
Advertisement

"باريس سان جيرمان" يدخل اللقاء وهو في قمة مجده التاريخي. فريق لم يكتفِ بحصد البطولات المحلية الثلاث، بل أجهز على "إنتر ميلان" في نهائي دوري الأبطال بخماسية، ثم دكّ شباك "ريال مدريد" برباعية نظيفة في نصف النهائي. يتسلح بمدرّبه الإسباني لويس إنريكي، صاحب السجل المثالي في النهائيات ذات المباراة الواحدة، حيث تُوِّج بـ11 لقبًا في 11 نهائي، آخرها دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. وحده نهائي السوبر الإسباني عام 2015، الذي أُقيم ذهابًا وإيابًا، أفلت منه.


ويمرّ لاعبه ديمبيلي بأفضل نسخة له على الإطلاق، بتسجيله 35 هدفًا هذا الموسم، فيما يتألق فيتينيا في خط الوسط بتمريراته الدقيقة (112 تمريرة ضد ريال مدريد)، ويُعتبر أشرف حكيمي واحدًا من أكثر العناصر تأثيرًا في بناء الهجمات، بلمسه الكرة 93 مرّة في نفس اللقاء. ويدخل الفريق المواجهة من دون ويليان باتشو ولوكاس هيرنانديز بسبب الإيقاف، لكنه يعوّل على روح الانتصارات المتراكمة، إذ فاز في 10 من آخر 11 مباراة دون أن تهتز شباكه في أي من آخر خمس مباريات إقصائية.


في المقابل، يدخل "تشيلسي" النهائي بثقة فريق يعرف طريق البطولات. هذه المباراة رقم 64 لـ "البلوز" هذا الموسم، خاضها ضد خصوم من 17 دولة عبر خمس بطولات مختلفة، وهو ثاني أكثر موسم كثافة في تاريخ النادي بعد موسم 2012-13. والفوز الليلة يعني الوصول إلى الانتصار رقم 41 هذا الموسم، وهو ثالث أفضل سجل في تاريخه. ويُعتبر الوصول إلى النهائي رقم 30 منذ عام 1997 دليلاً على استمرارية التواجد في منصات التتويج.


الفريق لم يخسر في أي شوط أول خلال البطولة، وحقق خمس انتصارات متتالية في النهائيات الدولية منذ 2013. أرقام اللاعبين اللافتة تدعم الحلم: كول بالمر صنع 9 فرص من اللعب المفتوح، إنزو فيرنانديز أكثر من صنع أهدافًا في البطولة (3)، فيما أكمل تريفو تشالوباه 54 تمريرة بنسبة دقة 100% ضد فلومينينسي. والأهم، أن تشيلسي سجّل آخر 10 أهداف له عبر 9 لاعبين مختلفين، ما يعكس تنوّع الحلول الهجومية. أما الوافد الجديد جواو بيدرو فكتب اسمه بقوّة، مسجلًا هدفين في أوّل مباراتين له، أحدهما من خارج المنطقة لأوّل مرّة منذ 70 مباراة.


المباراة تضع على المحك صراعًا من نوع آخر. "باريس" هو أول فريق فرنسي يحقق ثلاثية قارية (دوري، كأس، أبطال)، ويواجه فريقًا إنكليزيًا للمرّة التاسعة هذا الموسم، بعد أن أطاح بـ "السيتي"، "ليفربول"، "أرسنال" و"أستون فيلا". أما "تشيلسي"، ثالث فريق يتأهل لنهائي مونديال الأندية بعد تتويجه في 2021، فيعتمد على أصغر معدل أعمار في البطولة (24 سنة و184 يومًا)، وعلى منظومة لعب أظهرت صلابتها، خاصة في النهائيات.


لكن خلف هذا التألق الرقمي، تقف الحقيقة المؤلمة: كأس العالم للأندية 2025 قد تكون الأفضل من حيث الحضور والإيرادات، لكنّها أيضًا واحدة من أكثر البطولات إثارة للجدل من حيث ضغط المباريات على اللاعبين. 64 مباراة في موسم واحد؟ جدول مزدحم بلا فترات راحة؟ هذا ما جعل البعض يصف البطولة بأنها "نقطة الإنهاك" لا التتويج. إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، نفسه اعترف بسلبيات تتعلق بضغط الجدول، متحدثًا عن إرهاق اللاعبين وسفرهم المفرط، مما يهدد صحتهم البدنية والنفسية. "الفيفا" قد يكون كسب ملياري دولار من البطولة، لكن الخسارة قد تكون أكبر إذا لم تُعالج هذه الفجوة التنظيمية سريعًا.

وبالعودة إلى سهرة الليلة، فاليوم كل الأرقام تُمحى، وكل التوقعات تُدفن. النهائي يُكتب على العشب، لا على الورق. بين طموح "تشيلسي" العائد، وجموح "باريس" الباحث عن المجد الكامل، سيُرفع الكأس... لكن من سيتحمّله أولًا؟ الفريق المتعطش... أم الفريق الجاهز؟
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

إيناس القشاط - Inass El Kashat