بعد كأس العالم 2022.. قطر تستعد لأفضل نسخة أولمبية في التاريخ

تحوّلت دولة عربية صغيرة بحجمها، عملاقة بطموحاتها، إلى واحدة من أبرز العواصم الرياضية في العالم. قطر، التي بات اسمها مرادفًا للتنظيم المثالي للأحداث العالمية، تعلن رسميًا دخولها حلبة السباق لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية عام 2036.

هذا الترشّح ليس مجرّد طموح، بل امتداد طبيعي لمسيرة رياضية مبهرة سطّرتها الدوحة عبر عقود من الاستثمار والتخطيط والنجاح.

فمن دورة الألعاب الآسيوية 2006، إلى بطولة العالم لكرة اليد 2015، وألعاب القوى 2019، وصولًا إلى المحطة التي غيّرت وجه المنطقة: كأس العالم لكرة القدم 2022، ثم بطولة العالم للألعاب المائية 2024، وبطولة العالم لتنس الطاولة 2025، أذهلت قطر العالم بتنظيماتها الاستثنائية التي حطّمت التوقعات وأعادت تعريف المعايير العالمية لاستضافة البطولات.

بعد بطولة كأس العالم.. قطر تحضّر للترشّح لاستضافة أولمبياد 2036 | يورونيوز

وفي مقابل هذه النجاحات المتراكمة، برزت دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 كواحدة من أكثر الدورات المثيرة للجدل، بعدما طغت الفوضى على المشهد التنظيمي، من أزمة القوارض التي اجتاحت المدينة، إلى الشكاوى المتكررة من سوء الخدمات، ما أعاد فتح النقاش حول جدوى إسناد البطولات الكبرى إلى مدن لا تمتلك البنية اللوجستية ولا الحرفية التنظيمية الكافية.

ملف أولمبياد 2036: جاهزية بنسبة 95%

تؤكد اللجنة الأولمبية القطرية، عبر تصريحات رسمية، جاهزية الدوحة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036 بنسبة 95%، في خطوة تأتي تماشيًا مع الآلية الجديدة التي تعتمدها اللجنة الأولمبية الدولية لاختيار المدينة المضيفة. هذه النسبة العالية من الجاهزية لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج سنوات من التخطيط الدقيق والاستثمار الضخم في البنية التحتية الرياضية واللوجستية.

وفي هذا السياق، أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، أن هذا الترشح يشكل محطة جديدة في مسيرة الإنجازات الوطنية، معبّرًا عن فخره بالمكانة الدولية التي وصلت إليها قطر، وما تملكه من قدرات تؤهلها لاستضافة أكبر حدث رياضي في العالم.

من جانبه، شدّد الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، رئيس اللجنة الأولمبية القطرية ورئيس لجنة ملف الترشح، على أن الرياضة تمثل محركًا حقيقيًا للتنمية ومنصّة لتعزيز التفاهم والسلام بين الشعوب، وأن قطر تنظر إلى أولمبياد 2036 كفرصة لتعزيز هذه القيم.

وهكذا تتجلى جاهزية قطر في منشآت رياضية عالمية المستوى وبنية تحتية متطورة، بالإضافة إلى خبرات تنظيمية مكتسبة من استضافة 18 بطولة عالمية خلال العقدين الماضيين، الأمر الذي دفع باريس للاستعانة بها في أولمبياد 2024. ومن هذه المنطلقات، تمضي قطر بخطى ثابتة نحو تحقيق حلم استضافة أولمبياد 2036، الذي لن يكون مجرّد إنجاز رياضي، بل رسالة سلام وتواصل بين الشعوب، تعكس رؤية الدوحة في جعل الرياضة جسرًا للتفاهم والتنمية، لتضع المنطقة العربية على خارطة الرياضة العالمية بأبهى صورها.