أسدل الستار على سوق الإنتقالات الصيفية لعام 2025 ، وسط أجواء من الحماس والدهشة، بعدما كسرت أندية الدوري الإنكليزي الممتاز كل الحواجز المالية وحققت رقمًا قياسيًا تاريخيًا في حجم الأنفاق، وصل إلى 3.582 مليار يورو، لتؤكد مرّة جديدة أنها تقود "سفينة" كرة القدم بلا منازع.
وعلى الرغم من بداية "
باريس سان جيرمان" القوية في
فرنسا، أو محاولات "بايرن ميونخ" في
ألمانيا وميلان في إيطاليا، إلا أن "البريميرليغ" حلّق بعيدًا في سماء
أوروبا، تاركًا خلفه كل الدوريات الكبرى بأشواط. صحيفة "آس" الإسبانية لم تتردّد من السخرية من "الليغا"، وكتبت أن "الدوري الإسباني يتأخرّ بسنوات ضوئية عن نظيره في إنكلترا"، بعدما توقفت صفقاته عند 708 ملايين يورو فقط.
"ليفربول" بطل الصفقات
تصدّر "الريدز" المشهد الإنكليزي والأوروبي على حد سواء، بعدما أنفق أكثر من 560 مليون دولار في "ميركاتو" وُصف بـ"الأسطوري". الفريق لم يكتفِ بتدعيم صفوفه بعدّة أسماء، بل خطف الأضواء في اليوم الأخير من السوق بإتمام صفقة الموسم:
السويدي ألكسندر إيزاك: انتقل من "نيوكاسل" إلى "ليفربول" مقابل 144 مليون يورو، بعد شدّ وجذب وتمرّد اللاعب لإتمام رحيله.
الألماني فلوريان فيرتز: خطف من بين أنياب "بايرن ميونخ"، بعدما دفع "الريدز" 125 مليون يورو وأقنعوه بمشروعهم الرياضي.
الفرنسي هوغو إيكيتيكي: جاء لـ "ليفربول" من "فرانكفورت" مقابل 95 مليون يورو، ليؤكدّ النادي سيطرته على المواهب الهجومية الشابة.
هذه الصفقات أشعلت المنافسة داخل غرفة ملابس الفريق، وأثارت القلق بين نجومه الكبار، وعلى رأسهم محمد صلاح، الذي يدخل موسمًا جديدًا يطمح فيه لمواصلة تحطيم الأرقام القياسية، لكن في ظل منافسة مباشرة مع جيل جديد من النجوم.
صفقات كبرى خارج أسوار "ليفربول"
لم يكن "ليفربول" وحده في الصورة. فـ "نيوكاسل يونايتد" دخل السباق بقوّة وضم الألماني نيك وولتمايد من "شتوتغارت" مقابل 85 مليون يورو + 5 ملايين متغيرات، بعدما تفوّق على "بايرن ميونخ" في السباق.
أما "مانشستر يونايتد"، فحسم واحدة من أكثر الصفقات إثارة، بالتعاقد مع السلوفيني بنجامين سيسكو من "لايبزيغ" مقابل 76.5 مليون يورو، ليمنح خط الهجوم دفعة جديدة في موسم يرفع فيه "الشياطين الحمر" سقف التوقعات.
أوروبا في سباق غير متكافئ
إلى جانب إنكترا، جاءت إيطاليا في المركز الثاني بإنفاق بلغ 1.176 مليار يورو موزعة على 227 صفقة، قادها "ميلان" بميزانية وصلت إلى 167 مليونًا، يليه "يوفنتوس" بـ134 مليونًا. أما في ألمانيا، فبلغ الإنفاق 840 مليون يورو، وكان الحدث الأبرز انتقال الكولومبي لويس دياز من "ليفربول" إلى "بايرن ميونخ". كذلك فرنسا، فشهدت نشاطًا لافتًا بضم 330 لاعبًا، لكنها توقفت عند 618.5 مليون يورو.
وبالمقارنة، بدا الدوري الإسباني الحلقة الأضعف، حيث اكتفى بإنفاق 708 ملايين يورو فقط، وهو أقل من نصف إنفاق الدوري
الإيطالي، وخمس ما صرفته أندية الدوري الإنكليزي، ما جعل الفارق صارخًا ومثيرًا للجدل بين "الليغا" و"البريميرليغ".
وهكذا، فإن "ميركاتو" صيف 2025 لم يكن مجرّد موسم انتقالات، بل شكل عرضًا كرويًا استثنائيًا، قدّمت فيه الأندية الإنكليزية فصلًا جديدًا من الهيمنة المالية والرياضية. وبينما تنشغل الدوريات الأخرى بموازنة دفاترها المالية، يواصل "البريميرليغ" صناعة الحدث، حتى بات من الصعب على أي بطولة أوروبية أخرى مجاراته. ولعلّ السؤال الأهم الآن: هل سينعكس هذا الإنفاق الخيالي على أرض الملعب بألقاب أوروبية وإنجازات تاريخية، أم سنشهد صراعًا داخليًا بين النجوم الكبار والصفقات الجديدة يهدّد استقرار كبار الأندية مثل "ليفربول" و"مانشستر يونايتد"؟