تستعد الساحة الكروية العالمية لصيف استثنائي عام 2026، حين تحتضن الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك النسخة الأكبر في تاريخ كأس العالم، التي ستشهد لأول مرة مشاركة 48 منتخبًا بدلا من 32، بما يمثل قفزة نوعية في توسع البطولة. ومع اقتراب موعد الانطلاق، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن جوائز قياسية وترتيبات مالية جديدة، تأخذ في الاعتبار مشاركة المنتخبات العربية، لتعكس طموح "الفيفا" في تعزيز مكانة كرة القدم عالميًا وتوسيع دائرة التفاعل الجماهيري.
وتتضمن نسخة 2026 مشاركة سبعة منتخبات عربية مؤكدة، هي الجزائر، قطر، تونس، مصر،
الأردن،
السعودية، والمغرب، مع احتمال انضمام منتخب
العراق لاحقًا إذا تأهل في الملحق العالمي. وقد حدد "الفيفا" قيمة جوائز البطولة عند 727 مليون دولار، منها 655 مليون دولار ستوزع على الاتحادات الوطنية للمنتخبات المشاركة، بزيادة تصل إلى 50% مقارنة بمونديال قطر 2022.
ووفق القرارات الجديدة، سيحصل كل اتحاد وطني على 1.5 مليون دولار لتغطية تكاليف التحضير، فيما تتراوح جوائز المنتخبات بحسب ترتيبها في البطولة: 55 مليون دولار للبطل، 33 مليونًا للوصيف، و29 مليونًا للمركز الثالث، وصولًا إلى 9 ملايين دولار للمنتخبات التي ستحتل المراتب من 33 إلى 48. وبناءً عليه، فإن أقل نصيب مضمون للاتحادات العربية المشاركة سيكون 10.5 ملايين دولار، شاملة مبلغ التحضير والمكافأة المالية للمرتبة الأخيرة في البطولة.
وليس الجانب المالي هو الحدث الوحيد الذي أعلن عنه "الفيفا"، إذ قررت الهيئة إطلاق نسخة كأس العالم تحت 15 عامًا لكل من الذكور والإناث، مع مباريات أقصر وعدد لاعبين أقل، إضافة إلى تحديد مقاعد المنتخبات القارية في أولمبياد لوس أنجلوس 2028، وإطلاق صندوق للتعافي ما بعد النزاعات لدعم المناطق المتضررة.
من جهة أخرى، يسعى "الفيفا" لتوسيع حضوره في عالم الترفيه الرقمي من خلال شراكة مع منصة "نتفليكس"، لإطلاق لعبة كرة قدم تفاعلية تحاكي أجواء "المونديال"، تمكّن المشجعين من تجربة البطولة من منازلهم. وأكد رئيس "الفيفا" جياني إنفانتينو، أن هذه الخطوة تمثل محطة مهمة نحو الابتكار الرقمي، فيما وصف مسؤولو شركة الإنتاج "Delphi Interactive" المشروع بأنه فرصة لتقديم تجربة كرة قدم عالمية وبسيطة تتناسب مع جميع الفئات العمرية.
إن "مونديال 2026" ليس مجرد نسخة كروية عادية، بل يمثل حدثًا تاريخيًا على كل المستويات: توسع البطولة، زيادة الجوائز، إشراك المنتخبات العربية، ودمج الرياضة بالترفيه الرقمي. وفي قلب هذه الاستعدادات، تتجلى رؤية "الفيفا" في جعل كرة القدم متاحة للجميع، سواء على الملاعب أو أمام الشاشات، لتبقى الرياضة الشعبية الأكثر تأثيرًا وقدرة على جمع الشعوب حول شغف مشترك.