Advertisement

رياضة

فريق "داعش".. وكرة القدم مهربًا

Lebanon 24
31-10-2016 | 02:42
A-
A+
Doc-P-223345-6367054470356280111280x960.jpg
Doc-P-223345-6367054470356280111280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
توفر قبعة البيسبول الحمراء لأزماني رضوان حمايةً طفيفة من شمس الخريف الساطعة، بينما يتجول في ملعب كرة القدم الاصطناعي لمتابعة التدريبات التي يقوم بها لاعبوه عن كثب. مثل أي مدرب يحترم نفسه، ليس لديه وقت للكسالى، فينفخ في صافرته بقوة للمخطئين، بينما يصيح: "فوالا" -تعبيراً عن رضاه- حين يرى تلك الجهود التي تستحق التقدير. حين تنتهي التدريبات الروتينية، مثل الركض والقفز والسيطرة على الكرة، ينقسم الشباب الأربعة والعشرون إلى مجموعتين ليلعبا مباراة تدريبية مكثفة، تتوقف بشكل متقطع كلما صاح رضوان باللاعبين، الذين يكافحون للتكيف مع تشكيل تكتيكي جديد. إنه أسلوب صارم، لا يقبل الهزل، قد يراه البعض قاسياً، خاصة مع حداثة سن اللاعبين، لكنه يؤتي ثماره. فالفريق تحت سن 12 عاماً في أكاديمية شباب مولينبيك هو حامل اللقب ومتصدر الدوري، ورفعوا الكأس في بطولة تضمنت 24 فريقاً في إسبانيا الموسم الماضي، تنافس فيها أطفال من ريال مدريد وبرشلونة وغيرهما من بلاد أوروبية أيضاً. يأذن رضوان بإنهاء التدريب، فيغادر لاعبوه الملعب بقمصان يبللها العرق، بينما يقابلهم بكلماته الشهيرة: "الانضباط في الملعب يعني الانضباط خارجه، ركّزوا على دروسكم وأحسنوا اختيار أصدقائكم. وتذكروا: أنتم تلعبون باسم مولينبيك". لا بد أن يكونوا أقوياء بينما يذكرهم بوقت بدء المباراة القادمة، يبرر رضوان، وهو مهندس يبلغ من العمر 46 عاماً، أسلوبه الصارم. يقول: "إنهم صغار ولا يفهمون المشاكل التي سيواجهونها كلما تقدموا في السن، لأنه في بلجيكا من الصعب أن تكون مقبولاً إذا كنت مسلماً. نريدهم أن يحصلوا على تعليم جيد، ويكونوا أقوياء، حتى يتغلبوا على أي عقبات بطريقة إيجابية". يشق الشباب المتعبون طريقهم إلى بيوتهم، بينما يتجاذبون أطراف الحديث ويتقاذفون الكرة، عبر الشوارع التي تصدرت عناوين الصحف لأول مرة في العام الماضي عندما قُتل 130 شخصاً بهجمات إرهابية في باريس. نشأ قائد المجموعة، عبدالحميد أباعود، و3 من المهاجمين الآخرين المشتبه بهم في مولينبيك، بما في ذلك صلاح عبدالسلام، الذي اعتقل في الحي الذي يسكن فيه، بعد مطاردة دامت 4 أشهر، على بعد 5 دقائق فقط من استاد سبيلبرغ حيث يتدرب لاعبو الأكاديمية. "الدولة الإسلامية في مولينبيك" للأسف، لم تنتهِ سمعة مولينبيك السيئة عند هذا الحد. فقد وجد أن بعض الانتحاريين الذين شاركوا في الهجمات على مطار بروكسل ومحطة المترو في آذار الماضي، ما أسفر عن مقتل 32 شخصاً، لهم علاقة بالمنطقة. أيوب الخزاني، وهو مواطن مغربي يشتبه أنه أطلق النار على قطار بين بروكسل وباريس في آب الماضي، كان أيضاً من مولينبيك، في حين اتهم مهدي نموش، الذي كان يسكن في المنطقة في وقت سابق، بقتل 4 أشخاص في متحف يهودي في بروكسل في عام 2014. وأظهرت أرقام نشرت في وقت لاحق أن 47 من البلجيكيين الـ543 الذين ذهبوا للقتال في سوريا -وهو المعدل الأعلى في أوروبا بالنسبة لعدد السكان- هم من سكان مولينبيك، البالغ عددهم 100 ألف نسمة. في غضون أيام من هجمات باريس، انتشرت قوات الشرطة والجنود وجيش من الصحافيين من جميع أنحاء العالم في المنطقة ببروكسل. وقد أطلقت ألقاب مختلفة غير مرغوب فيها على المنطقة "الدولة الإسلامية في مولينبيك"، "عاصمة الجهاديين في أوروبا" و"جنة الجهاديين في أوروبا،" على سبيل المثال لا الحصر. وفي الأشهر الاثني عشر التي تلت هجمات باريس، في 13 تشرين الثاني عام 2015، حاول شعب مولينبيك إعادة بناء سمعتها المشوهة، والسيطرة على المشاكل الأساسية التي يقولون إنها دفعت ببعض الشباب نحو الأصولية الإسلامية العنيفة؛ وأصبحت كرة القدم هي الحل الرئيسي لتلك المشكلات. كرة القدم مهرباً أسس عمر تزغين، سكرتير النادي، أكاديمية شباب مولينبيك في عام 2004، مع مجموعة من الأصدقاء الذين شعروا بأنهم يتعرضون للتمييز من قبل فرق بروكسل الأخرى بسبب أصولهم المغربية. تضاعف عدد أفرادها خلال العام الماضي ليصل إلى أكثر من 500 لاعب، حين تدفق اللاعبون للانضمام إلى صفوفها، مدفوعين من قبل الآباء والأئمة والمجتمع ككل، الذين يصرون على أن الجنوح، وضعف التعليم والاغتراب الاجتماعي هي الأسباب التي أدت بأمثال صلاح عبدالسلام وشقيقه إبراهيم، الذي فجر نفسه في باريس في تشرين الثاني الماضي، إلى الانسياق وراء تنظيم الدولة الإسلامية". متابعة رياضية وسلوكية جميع لاعبيها تقريباً مسلمون ويعيشون في المنطقة. كجزء من حملة النادي لمعالجة المشاكل المستوطنة التي يواجهونها، يجب على كل لاعب إظهار تقريره المدرسي وسجل حضوره بالمدرسة مرة على الأقل كل 3 أشهر لإثبات متابعته لدراسته، في حين يلتقي المدربون بانتظام مع أولياء الأمور لمناقشة التنمية الاجتماعية للمتدربين والتعامل مع أي مشكلات سلوكية. وقال تزغين: "أولويتنا ليست كرة القدم، بل الانضباط وإبقاء الأطفال بعيداً عن الشارع. الكثير من الأولاد في مولينبيك لم يحصلوا على قدر عالٍ من التعليم، أو هم عاطلون عن العمل، يختلطون بصحبة سيئة، ما يجعلهم عرضة للخطر. نحن نوضح لهم أنه إذا كنت لا تركز على المدرسة وتسيء التصرف في جميع مجالات حياتك، لا يمكنك أن تكون جزءًا من هذا النادي". وأضاف محمد تبكلت، المدير الرياضي للنادي: "منذ هجمات باريس، والآباء يخافون على أبنائهم ويريدون إشراكهم في نشاط إيجابي. نحن نكافح لمواكبة الطلب، لأن الكثير من الأولاد يريدون الانضمام إلينا". (غارديان - هافنغتون بوست)
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك