كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية السبب الحقيقي وراء رفض لاعب التنس الصربي الشهير، نوفاك ديوكوفيتش، أخذ التطعيمات ضد فيروس كورونا المستجد.
واستعرضت الصحيفة خلفية اللاعب ومعتقداته التي كانت وراء القرار، وتصريحه في بداية ظهور الجائحة في نيسان 2020: "أنا شخصيا أعارض التطعيم ولا أريد أن أجبر شخصا ما على أخذ لقاح حتى يتمكن من السفر".
ويشير التقرير إلى أن نشأة اللاعب كمسيحي أرثوذكسي في صربيا التي مزقتها الحرب علمته الاكتفاء الذاتي، كما تولد لديه شعور أنه غريب، إذ يتحدر والده من منطقة جبلية، يدفعه للمخاطرة بكل شيء من أجل الوصول للقمة، لكن الشعور بالمقاومة والمعاناة كانا أساسين في شخصيته وكان آلة دفاعية تحميه من محاباة الجمهور لغريميه على لقب الأفضل في التاريخ، السويسري روجر فيدرر والإسباني رافائيل نادال، والشعور بأنه كان دائما دخيلا غير مرغوب فيه على إرثهما.
وتشير الصحيفة إلى أن عقلية المستضعف هذه غذت إيمانه بالأدوية البديلة، وهو مشهد كان موجودا في مسقط رأسه بلغراد منذ السبعينيات، وفسرت شكوكه في العلوم التقليدية.
ويثق ديوكوفيتش قي قدرته على إيجاد "طرق أساسية للبقاء" من خلال الاستفادة من قوة جسده، سواء عند محاربة فيروس أو إصابة، دون الحاجة إلى اللجوء إلى التدخل الخارجي.
ويستعرض التقرير جوانب من معتقدات اللاعب الروحية، مثل إيمانه بفوائد العنق الطويل، وتمجيد فضائل التحريك الذهني (القدرة على تحريك الأشياء باستخدام قوة العقل) والتخاطر عن بعد وحديثه عن "هدايا" قوة روحية أعلى من البشر، وزيارته "هرم الشمس" في البوسنة من أجل الشفاء، وهناك قال: "أعلم أن هناك الكثير من الشكوك والمعضلات حول أصالة المكان.. لكن لكي تفهم تماما ما يجري هنا .. عليك أن تأتي".
وحسب تقرير "إندبندنت"، سبق أن ادعى ديوكوفيتش، في بث مباشر، أنه يمكن تنقية الطعام السام والمياه الملوثة من خلال "التحول النشط، وقوة الصلاة، وقوة الامتنان".
ورفض اللاعب في 2017 الخضوع لعملية جراحية رغم معاناته من ألم شديد في كوعه، مما أدى إلى فشله في الوصول إلى نصف نهائي البطولات الكبرى لأول مرة منذ أكثر من عقد، وكان يصر على إيجاد علاج بواسطة ما يعرف بالصحة الشمولية، أي صحة الجسد ككل.
وتقول الإندبندنت إن هذه العوامل تفسر سبب مقاومة ديوكوفيتش لأخذ اللقاح، لكنها تقول إنه لا يتنبى نظريات المؤامرة وإنه فقط معارض أيديولوجي.
وأدى رفض ديوكوفيتش، 34 عاما، تلقي لقاح كورونا إلى ترحيله، الأحد، عن أستراليا، وعجزه بالتالي عن المشاركة في بطولة ملبورن التي يحمل لقبها، كما يهدد مشاركته بالكثير من بطولات التنس.