Advertisement

تكنولوجيا وعلوم

المظهر الخارجي بين الحياة الحقيقية والإفتراضية

Lebanon 24
14-11-2018 | 01:00
A-
A+
Doc-P-527954-636777771902321861.jpg
Doc-P-527954-636777771902321861.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب شادي عواد في "الجمهورية": صُمِّمَت فلاتر الصوَر لجعلها أكثرَ جمالاً وجاذبيّة، لكنها تحوّلت إلى أداة لتغيير مُبالغ في الشكل سعياً لاكتساب أكبر قدر من التفاعل والإعجاب من المتابعين والأصدقاء على مواقع التواصل.
Advertisement

تنتشر ظاهرة التشكيك في المظهر الخارجي بين الحياة الحقيقية والحياة الإفتراضية على مواقع التواصل، ما يولّد قلّة ثقة بالنفس ويضاعف العدائية عند المستخدمين.

ويتعزّز ذلك لأنّ معظم الأشخاص يعتبرون أنّ كل شيء متوافر على مواقع التواصل حقيقيّ، خصوصاً فيما يتعلّق بالصوَر، لذا أصبح الظهورُ بالشكل الحقيقي يُشعر بالخجل والقلق، ما أجبر كثيراً من الذين لا يتقبّلون شكلهم ويربطونه بالصوَر المتداوَلة عبر منصّات التواصل، على تجنّب العديد من المواقف الإجتماعية الحقيقية لعدم كشف الفارق مقارنةً بالعالم الإفتراضي، ما يؤدّي إلى تدنّي إحترام الذات وانعدام الأمان.

تغيّر الصورة الحقيقية

لا تقتصر الفلاتر التي يتمّ إستخدامُها بشكل مستقلّ أو تلك المتوافرة على مواقع التواصل كافة لإحداث تجميل طفيف على الوجه، بل تعدّت ذلك بأشواط وأصبحت تطال تغيّر الصورة الحقيقية للفرد وشكل الجسم وحجمه ودرجة لون الشعر ونفخ الشفاه وإضافة الرموش الطويلة وغيرها الكثير.

ويتمّ إستخدام هذه الفلاتر من قبل الكثيرين قبل نشر الصور على مواقع التواصل كمنقذٍ فوريّ لتجنّب الشعور بالحرَج والظهور بشكل أجمل. ومع سرعة إنتشارها وسهولة إستخدامها أصبحت الفلاتر مسؤولة مباشرة عن الإنفصال عن الواقع الحقيقي لدى الكثيرين.

أثر سلبي

يرى الخبراء أنّ للفلاتر أثراً سلبياً على المستخدمين، بحيث يغدو الشخص في العالم الإفتراضي متعارضاً كلياً لما هو عليه في العالم الحقيقي، ما يؤدّي إلى حال من القلق وعدم تقبّل للذات.

بالإضافة إلى ذلك، تعزّز الفلاتر مستويات العدوانية والمقارنة الإجتماعية، وتؤدّي في الحياة الحقيقية إلى الهوس بمستحضرات العناية والبحث عن وسائل لتغيير الشكل والعمليات التجميلية، في محاولةٍ للتقريب بين الشكل في العالم الإفتراضي والشكل في العالم الحقيقي.

وحذّرت دراسات مختلفة من أثر الفلاتر، وانعكاسها على الصحّة العقلية والبدنية للمراهقين وحتى الكبار. وتتمثل أعراض هذا الإنعكاس في تدنّي إحترام الذات والعدوانية والعزلة الإجتماعية، والهوس بشكل الجسم والوجه وبأنظمة الحمية الغذائية من أجل الوصول إلى الصورة المثالية التي يكوّنها المستخدم عن نفسه ويعدّلها كما يريد أن يراه الآخرون، قبل رفعها على مواقع التواصل.

وبحسب الدراسات، إنّ الفتيات والنساء اللواتي يستخدمن الفلاتر لتعديل الصور لتبدو أجمل، يشعرن بقلق كبير وكانت الآثار السلبية وثقتهن بأنفسهن أقلّ مقارنةً باللواتي لا يستخدمن الفلاتر على صورهن.

في الختام لا بد من الإشارة إلى أنّ إستخدام الإضافات التجميلية التي توفّرها الفلاتر بإعتدال ودون تغيير الهويّة، تجعل الصورَ أكثرَ جمالاً وتبقيها حقيقية وواقعية، ولا تضع صاحبها في وضع محرج عند ظهوره في العالم الحقيقي. 
المصدر: الجمهورية
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك