تطرقت دراسات كثيرة إلى موضوع فارق السن بين الزوجين وأثره على نجاح العلاقة بينهما أو فشلها وكذلك على الحياة الأسرية عموما، وبينما اعتبرت بعض الدراسات أن الفارق العمري الكبير يعد مثاليا -خاصة إذا كانت الزوجة تجد في رجلها صورة الأب- رأت دراسات أخرى أن ذلك الفارق قد يولّد خلافات زوجية حادة من شأنها أن تصل إلى الطلاق.
وذهبت بحوث إلى أن الفارق الصغير في السن بين الشريكين يعد من العوامل المؤدية إلى نجاح الزواج والحصول على جو أسري صحي.
وذكر موقع "بي سكولارلي" (bscholarly) أن العلاقة السعيدة بين الأزواج تتحقق عندما يتراوح فارق العمر بين سنة و7 سنوات.
وأشار الموقع إلى أن من اختارا التفاوت الكبير في السن عليهما التأكد أولا من صدق مشاعرهما ومن قدرتهما على رؤية الأمور بالمنظار ذاته أو على الأقل من وجهة نظر متقاربة، والأهم أن يكونا مستعدين للقبول بالتسويات التي ستغدو أمرا ضروريا في مراحل معينة في حياتهما معا، والتمسك بالحب والتفاهم واحترام الآخر، بالإضافة إلى التقارب في الأفكار، ولا سيما تلك المتعلقة بالقيم والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية.
الفارق المثالي
ونشر موقع "ذا هيلثي جورنال" (thehealthyjournal) أن الفارق المثالي في السن بين الزوجين يجب أن يتراوح بين سنة و3 سنوات، ولكن إحدى الدراسات أشارت إلى أن الزواج القائم على النضوج من أحد الطرفين يكون ناجحا وفيه الكثير من التفاهم والاستقرار، فيما أظهرت دراسة أخرى أن 56% من النساء يفضلن الارتباط برجال أكبر منهن بسنوات (من 5 إلى 15 سنة)، لاعتقادهن بأنهن سيشعرن بمزيد من الأمان والاستقرار.
وترى المعالجة النفسية لودي مكي أن تقارب عمر الرجل والمرأة المقبلين على الزواج يزيد تقاربهما الثقافي والفكري والنفسي ويمهد لعلاقة ناجحة بينهما، لكن علماء النفس لم يحددوا فارقا سنيا مفضلا بين الزوجين.
ويمكن القول من واقع الخبرة إن من الأفضل ألا يقل الفارق عن سنتين وألا يزيد على 8 سنوات.
ومع ذلك، فإن تأثير فارق العمر بين الزوجين يقل مع تقدمهما في العمر ونضوجهما، لذا يصبح الفارق أقل أهمية عند زواج كبار السن، فزواجهما لا ينبع من الرغبة في الإنجاب، بل من الود والنضج والتوافق الفكري والرغبة في المشاركة الحياتية، وفق مكي.
عيوب الفارق الكبير
وتنصح مكي بأن يكون فارق السن بين الزوجين من سنتين إلى 5 سنوات حتى يكون سببا في التواصل والتوافق بينهما، معتبرة أن الفارق الكبير في الزواج له عيوبه، وأهمها:
عدم التفاهم، إذ بعد مرور بضع سنوات تظهر الاختلافات في وجهات النظر بين الاثنين، سواء في الاهتمامات أو النشاطات الاجتماعية المختلفة.
محاولة الطرف الأكبر تغيير تفكير الطرف الأصغر بحجة أنه أكثر خبرة، الأمر الذي يسبب مشكلات كثيرة لاحقا تؤدي لضعف الحياة الزوجية.
اختلاف الأهداف، فالطرف الأصغر سنا تتمثل أهدافه من الحياة الزوجية في تكوين أسرة واللعب مع الأبناء ومشاركتهم لحظات حياتهم، فيما تكون أهداف الطرف الأكبر تحقيق الثروة والتقاعد.