في مشهد صادم تجاوز حدود المألوف، وسّعت السلطات الأميركية نطاق بحثها عن الجندي السابق
ترافيس كاليب
ديكر، البالغ من العمر 32 عامًا، والمشتبه به في ارتكاب واحدة من أبشع الجرائم التي عرفتها ولاية
واشنطن في السنوات الأخيرة، بعد العثور على جثث بناته الثلاث الصغيرات داخل معسكر ناءٍ في منطقة جبلية وعرة بالقرب من مدينة ليفنوورث.
الضحايا، أعمارهن تتراوح بين الخامسة والتاسعة، كنّ في رحلة تخييم مع والدهن، الذي فرّ من مكان الجريمة، فيما تشير التحقيقات الأولية إلى أن القتل تم عمدًا وبأسلوب مدروس. الجريمة فجّرت موجة حزن وغضب في مختلف أنحاء الولاية، وتحوّلت إلى قضية رأي عام وطني.
السلطات لم تتوانَ في التعامل مع الحادث باعتباره تهديدًا ذا أولوية قصوى. أكثر من 100 ضابط من وكالات اتحادية ومحلية يشاركون في عمليات البحث الواسعة التي تشمل مناطق تخييم مترامية على طول مسار "Pacific Crest Trail"، أحد أشهر طرق التنزه في الساحل
الغربي.
حاكم الولاية أعلن استدعاء
الحرس الوطني للمساعدة، وتم تسخير مروحيات حرارية وطائرات مسيّرة لمسح التضاريس الجبلية الوعرة، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة ليلاً، ما يزيد من تعقيد عمليات التمشيط.
ديكر يعتبر خطيرًا ومسلّحًا ومدرّبًا على القتال، فقد خدم في صفوف الجيش الأميركي لمدة ثماني سنوات، وشارك في مهمة قتالية في
أفغانستان، ما يثير مخاوف من إمكانية مقاومته العنيفة لأي محاولة للقبض عليه.
ما يزيد من مأسوية الحادث هو ما كشفته الوثائق القضائية، التي أظهرت أن الزوجة السابقة لديكر كانت قد دقّت ناقوس الخطر منذ أشهر. ففي طلبها لتعديل اتفاقية الحضانة، ذكرت أن ديكر أصبح يعيش في شاحنته، ويُظهر علامات اضطراب نفسي متقدم، مشيرة إلى مخاوفها من سلوكياته غير المتزنة، لكن السلطات القضائية لم تتدخل بشكل فاعل في حينه.
تجاهل التحذيرات أعاد إلى الواجهة الأسئلة الصعبة حول النظام القضائي ونظام الحضانة في
الولايات المتحدة، وما إذا كانت العوائق البيروقراطية قد ساهمت في إغفال تهديد داهم أدى إلى كارثة. (روسيا اليوم)