Advertisement

متفرقات

روبوتات على خط الإنتاج في الصين.. هل تتغير خريطة التصنيع العالمي؟

Lebanon 24
07-07-2025 | 14:00
A-
A+
Doc-P-1388092-638875116414701042.jpeg
Doc-P-1388092-638875116414701042.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تصوير صفوف لا تنتهي من العمال بزيهم الرسمي، شكّل في السابق العلامة الفارقة لصور المصور الكندي إدوارد بورتينسكي التي وثّقت مشهد العمل البشري وراء المعجزة الاقتصادية الصينية في منتصف العقد الأول من الألفية. لكن بعد عقدين، ينقل بورتينسكي صورة معاكسة تمامًا: مصنع سيارات كهربائية قرب شنغهاي تديره الروبوتات بالكامل.
Advertisement

في مكالمة عبر "زووم"، قال بورتينسكي عن منشأة شركة BYD الصينية الرائدة: "مصنع بناه البشر وتديره الآلات". المصنع الذي حصل على إذن نادر لتصويره، يشكل برأيه لمحة عن المستقبل القريب: بيئة إنتاجية بلا عمال، بلا نقابات، بلا إجازات مرضية. طالما أن الكهرباء متوفرة، فإن الآلات لا تتوقف عن العمل.

شركة BYD تفوقت العام الماضي على "تسلا" بعد تسليمها أكثر من 4.2 مليون سيارة، ويعود جزء كبير من نجاحها إلى اعتمادها شبه الكامل على التصنيع المؤتمت. طرازها "Seagull"، الذي يبلغ سعره حوالي 10 آلاف دولار فقط، يوضح كيف ينعكس خفض التكاليف المبني على الأتمتة على السوق.

الحصول على إذن التصوير لم يكن سهلًا، وجاء عبر علاقات شخصية ربطت بورتينسكي بالمعماري البريطاني نورمان فوستر الذي كان يُعدّ عددًا خاصًا لمجلة "Domus" عن مستقبل الصناعات. المصنع الذي صوّره يقع في تشانغتشو، على بُعد ساعتين من شنغهاي، ويُعد واحدًا من أكثر المنشآت المؤتمتة في الصين. وصفه المصور بأنه "يشبه الكاتدرائية"، حيث تبدو خطوط الإنتاج وكأنها تمتد بلا نهاية، تتكرر وتختفي في تماثل بصري مدهش.

في قلب الصورة التي التقطها مركبة غير مكتملة، لكنها تمثل ما هو أكثر من مجرد سيارة قيد التصنيع. إنها صورة عن التحول العميق في البنية الصناعية العالمية. هذا التحول لا يقتصر على الأتمتة، بل يمتد إلى الجغرافيا نفسها.

في مشروعه الجديد بعنوان "الصين في إفريقيا"، يُقارن بورتينسكي بين منشآت صينية متقدمة داخل الصين ومرافق مملوكة للصين في دول أفريقية مثل إثيوبيا. هناك، لم يختفِ العمل البشري بل تم تصديره. خطوط الملابس، محطات السكك الحديدية، المستودعات – كلها تمثل الوجه الآخر للعولمة، حيث تُسيطر الصين على سلسلة التوريد من المنجم حتى المنتج النهائي.

BYD مثلًا، اشترت مناجم لليثيوم وحقوق تعدين في البرازيل، ما يجعلها تمتلك المواد الخام، المصانع، وحتى أسواق البيع. بورتينسكي يرى أن هذا يمثل "تكاملًا رأسيًا كاملًا"، تُمسك فيه الصين بخيوط اللعبة من بدايتها حتى نهايتها.

ورغم أن المصور لا يعظ ولا يدين، بل يوثق بعدسة حيادية على حد تعبيره، إلا أن أعماله تُثير تساؤلات أخلاقية حول الثمن الحقيقي للتقدم الصناعي. الصور التي يلتقطها تبدو هادئة ومجردة، لكنها مليئة بالتناقضات: من جهة، المصانع قد تُنتج سيارات كهربائية تُقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري؛ ومن جهة أخرى، هي نفسها مصانع قائمة على استبعاد البشر لصالح الآلة.

هكذا، في صمت بصري مذهل، تروي عدسة بورتينسكي قصة العالم كما يتغير: حيث اختفت الجموع البشرية من خطوط الإنتاج، وانتقلت إلى مواقع جديدة أبعد، تاركة خلفها روبوتات تكدّ بصمت.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك