تستعد هيئة المتاحف بالتعاون مع هيئة التراث لتنظيم النسخة الثانية عشرة من مؤتمر
البحر الأحمر، الذي يُقام من 9 إلى 12 نيسان 2026 في متحف البحر الأحمر المرتقب افتتاحه داخل مبنى باب البنط التاريخي في جدة القديمة. هذا الحدث يعكس
التزام المملكة بتعزيز الحضور الثقافي والعلمي في المنطقة، وتفعيل دور المتاحف كجسور للحوار الحضاري والمعرفي.
منذ انطلاقه عام 2002، رسخ المؤتمر مكانته كمنصة دولية لدراسة البحر الأحمر كوحدة جغرافية وتاريخية وإنسانية فريدة، إذ استضافته سابقاً مؤسسات مرموقة حول العالم، لكن هذه المرة، ولأول مرة، يُعقد المؤتمر داخل قلب البحر الأحمر نفسه، في جدة التاريخية المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
يركز المؤتمر على موضوعات تجمع بين البحث الأكاديمي والتطبيق العملي، وعلى رأسها حفظ التراث الثقافي والمقتنيات المتحفية، مع تساؤلات حول كيفية صون الذاكرة المادية وغير المادية في ظل التغيرات البيئية والاجتماعية. كما يناقش آليات التوثيق الرقمي وإشراك
المجتمع المحلي في حماية إرثه.
يغطي المؤتمر عدة محاور من أبرزها البحر الأحمر كجسر ثقافي وتاريخي يربط بين إفريقيا وشبه
الجزيرة العربية وبلاد
الشام والمحيط
الهندي، إضافة إلى محور التجارة البحرية وأهمية الموانئ التاريخية مثل جدة وبرنيس ومصوع في التبادل الحضاري، إلى جانب محور البيئة والإنسان الذي يتناول أنماط التكيّف
البشري مع التغيرات المناخية على مدى العصور، ومحور المدن والموانئ القديمة التي شكّلت المشهد الثقافي للمنطقة.
كما يناقش المؤتمر التراث الثقافي المغمور بالمياه، وأهمية الحفاظ على الآثار البحرية وحطام السفن القديمة، إضافة إلى التفاعلات بين الثقافات التي مرّت
عبر البحر الأحمر وأسهمت في تشكيل هويات حضارية جديدة.
دعت الهيئة الباحثين والمهتمين بمجالات التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا والبيئة والمتاحف إلى تقديم ملخصات أوراقهم البحثية باللغة
الإنجليزية في موعد أقصاه 15 تشرين الأول 2025 عبر البريد الإلكتروني المخصص، مع توفير فرصة لتقديم ملصقات علمية ضمن الفعاليات. وقد خُصصت خمس منح لتغطية تكاليف السفر والإقامة ورسوم التسجيل للباحثين المقبولة أوراقهم، مع أولوية للمتقدمين من منطقة البحر الأحمر والدول النامية.
استضافة هذا الحدث في متحف البحر الأحمر تؤكد سعي المملكة لتثبيت موقعها كمركز إقليمي للبحث العلمي وحماية التراث، وتعكس رؤيتها الثقافية المنفتحة على
التعاون الدولي وبناء جسور التواصل الحضاري بين شعوب البحر الأحمر.