أعلنت المحكمة
العليا في
روسيا تصنيف "حركة الشيطانية الدولية" كمنظمة متطرفة، وقررت حظر أنشطتها داخل البلاد، في جلسة مغلقة لم تُكشف تفاصيلها، ولم يُسمح للصحفيين بحضور سوى الإعلان الختامي.
القرار جاء بعد تحرك تشريعي بدأه مجلس الدوما في نيسان الماضي عبر مائدة مستديرة ناقشت انتشار "عبادة الشيطان" والحركات الهدامة. كما أوضح الادعاء العام أن الحركة تنشر أيديولوجية متطرفة تدعو للكراهية ضد الأديان التقليدية، وتدعو إلى تدمير الكنائس الأرثوذكسية، وتمارس طقوسًا غامضة تشمل قتلًا طقسيًا، إلى جانب علاقتها بالنازية الجديدة والقومية المتطرفة.
ورغم الحظر، لا تزال الحركة تنشط عبر الإنترنت، خصوصًا على تلغرام، بعد حظر قنواتها على فكونتاكتي. وفي إحدى القنوات، دعا مستخدم يُلقب بـ"المدنس" أتباع الشيطان إلى التوحد ومواجهة ما وصفه بـ"التحريض والتشهير الكاذب".
بدورها، نشرت وسائل إعلام روسية أدلة تدين الحركة، تضمنت مقاطع لأعمال وحشية ضد حيوانات أليفة، وتعليقات مشتركين يبحثون عن ضحايا، مثل "أحرقت قطة" و"أبحث عن حيوان لأقتله".
من جهته، حذّر الباحث في علم الاجتماع
فلاديمير كوشول من خطورة الحركة، مشيرًا إلى تورطها في نحو 300 جريمة قتل طقسية خلال الثلاثين عامًا الماضية. وقال إن هذه الممارسات غالبًا ما تبدأ بطقوس تبدو "بريئة" وتتطور لاحقًا إلى جرائم مروعة ضد البشر والحيوانات.
وشدد على ضرورة تعديل القوانين الروسية لحظر المواد والسلع المرتبطة بالحركة، مشيرًا إلى أن "عبدة الشيطان" يحاولون تدمير القيم التقليدية عبر طقوس جنسية جماعية وحفلات منحرفة في عدد من المدن، خاصة
موسكو.
أما الكاتب في شؤون الحركات السرية أيغور فاسيلييف، أشار إلى أن جذور عبادة الشيطان تمتد إلى القرن الـ17، لكنها لم تكن مؤثرة في التاريخ الروسي حتى سقوط الاتحاد السوفياتي، حيث استفادت من الانفتاح على المفاهيم الغربية وتراجع القيم المجتمعية.
وبحسب فاسيلييف، تجنّد هذه الجماعات أتباعها في حفلات موسيقى الروك، مستخدمة رموزًا سرية، مثل "الطريق المرصوف بالطوب الأصفر"، وتروج لأفكار مثل الانتحار والقتل الطقسي باعتبارها أفعالًا "تحررية وشجاعة". كما تستخدم المخدرات والأدب الشيطاني، وتوزع الأدوار ضمن هيكل تنظيمي دقيق يشمل متخصصين في السحر والطقوس.
واختتم بأن الحظر الرسمي لن يوقف نشاط هذه الجماعات كليًا، إذ تملك تاريخًا طويلًا من التخفي، وتتعاون مع تنظيمات مشابهة حول العالم، قد تكون على صلة بأجهزة استخبارات أجنبية.