هزت
بولندا واحدة من أبشع القصص الإنسانية في
أوروبا، بعد كشف السلطات عن احتجاز امرأة داخل منزل والديها لمدة 27 عاماً، بينما كانا يدّعيان أنها اختفت منذ سن الخامسة عشرة.
المرأة، التي عُرفت إعلامياً باسم "ميريلا"، تبلغ اليوم 42 عاماً، وتم العثور عليها في يوليو الماضي داخل منزل عائلتها، في حالة صحية يرثى لها، بعد بلاغ من الجيران الذين سمعوا أصواتاً غريبة صادرة من الشقة في ساعة متأخرة من الليل.
وقالت الجارة لويزا لصحيفة Fakt
البولندية: "سمعنا أصواتاً مكتومة تشبه البكاء، فاتصلنا بالشرطة. لم نكن نصدق أن الفتاة المفقودة طوال هذه السنين كانت هناك".
وعندما داهمت الشرطة المنزل، حاول الوالدان تهدئة الموقف وإقناع العناصر بأن كل شيء طبيعي، لكن مظهر ميريلا الهزيل وحالتها الجسدية "المنهارة" أثارا الشكوك، فنُقلت على الفور إلى المستشفى.
وأفاد الأطباء أن المرأة كانت تعاني من سوء تغذية شديد، وتسير منحنية وتجد صعوبة في رفع ذراعيها. وتبيّن أنها كانت تعيش في غرفة ضيقة بلا إضاءة كافية أو تهوية، وتفتقر لأبسط مقومات النظافة.
لاحقاً، كشفت حملات دعم إنساني في بولندا أن الوالدين زعما لسنوات أن ابنتهما اختطفت أو عادت إلى أهلها البيولوجيين، فيما الحقيقة أنها كانت سجينة منزلهما منذ المراهقة.
القضية أثارت صدمة عميقة في الأوساط البولندية والدولية، ودعت منظمات حقوق الإنسان إلى فتح تحقيق شامل حول أسباب التواطؤ الاجتماعي الذي سمح بإخفاء ميريلا طوال هذه العقود، والمطالبة بتشديد القوانين لحماية ضحايا العنف الأسري والاحتجاز القسري.