Advertisement

منوعات

كميل الأسمر.. ضدّ "البروستات والمينوبوز"

Lebanon 24
07-06-2016 | 23:19
A-
A+
Doc-P-163788-6367053958204395001280x960.jpg
Doc-P-163788-6367053958204395001280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
على كثرة ما اشتقت إلى كميل الأسمر، وبصدق، ذكّرتني عودته إلى التلفزيون باليوم الذي ذهبتُ فيه إلى المطار لاستقبال خالي الذي هاجر منذ أكثر من 35 سنة إلى أوستراليا، وكان اللقاء عاطفياً جداً ومليئاً بالذكريات التي واظبَ على روايتها عارفوه طوال فترة غيابه، ولكنْ بعد جلوسي معه لربعِ ساعة، لاحظتُ أنّه حافظ على لغة قديمة لا تشبه لغتَنا اليوم، وعلى عادات نسينا تفاصيلها من زمان، وفي نهاية اللقاء الأوّل، سبحان الله، أحسستُ برابط عائلي ولا شيء عاطفي. وعودة كميل الأسمر تشبه كثيراً عودة المهاجرين إلى الوطن الأم، فالناس اشتاقت له بحقّ واشتاقت إلى إبداعاته الكوميدية في ابتكار المقالب المنصوبة بحِرفية لا يضاهيه فيها أحد في لبنان، واشتاقت الناس أيضاً إلى خفّة ظلّ الأسمر وعفويته المهنية في تلقّفِ أصعب المواقف مع ناس، أو بالأحرى ضحايا، من كلّ الأطياف والخلفيات. ومثل كلّ شيء بارز ومؤثّر في التاريخ التلفزيوني المعاصر، يحتلّ كميل الأسمر حيّزاً كبيراً من عاطفة اللبنانيين الإعلامية، بعد أن سَطع نجمه بقوّة في التسعينات على أكثر من شاشة وفي أكثر من برنامج، مثل "تعيش وتاكل غيرا" و"نجوم الضهر". وهو استطاع أن يكون رائداً في مجال نصبِ المقالب وتنفيذها وإنهائها بكلّ سلاسة. كميل الأسمر King المقالب، لكنّ عودته في 2016 وبنفس النمط والتكتيك الكوميدي الذي اعتمده في بداياته لا تناسبُ جيلَ السوشال ميديا الذي يلتهم بسرعة البرق الموادّ الإعلامية والفنّية. والسكتشات المطوّلة أو المعادة مع أكثر من ضحية أو حتى المطّ في النكتة. كلّها عوامل تهدّد بإصابة المشاهد العصري بالملل وتهشيلو من أمام الشاشة. والذي شدَّ المشاهدين عام 1991 لا يُعتبر مميّزاً أو فريداً في 2016، حتى وإنْ كان ذكيّاً ومهذّباً. تبدّلت اهتمامات الجمهور وكثرَت المقالب التي يشاهدها على الإنترنت من كلّ أنحاء العالم، ولن يستطيع الأسمر الصمودَ في وجه المنافسة الشرسة من مقالب ما خلفَ البحار إذا استمرّ في تقديم نفسِ النمط الذي نجَح به في الماضي. هناك قسمٌ كبير من اللبنانيين الذين يحنّون إلى أعمال الأسمر ومقالبِه، لكن معظم هؤلاء معهم تضخُّم بالبروستات أو قطعوا مرحلة المينوبوز، ولا يشكّلون القسم الأكبر من المشاهدين. وإذا كان الأسمر ينوي الوصول إلى الجيل الجديد فعليه الإسراع في تجديد نمطه وتوفير المواد الكوميدية التي يمكن استهلاكها بسرعة، على أمل أن يصبح جزءاً من نوستالجيا جيل اليوم في المستقبل القريب. وبَعدين، وينيّي ريتا. (جوزف طوق - الجمهورية)
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك