Advertisement

منوعات

والرابح معنا، هو..

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
18-07-2016 | 10:02
A-
A+
Doc-P-180491-6367054092096234551280x960.jpg
Doc-P-180491-6367054092096234551280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
اعتاد اللبناني تجديد لغته. يحب أن يراها ملائمة للظروف الزمنية والمكانية. واضع الحرف لا يستقيل من مهنة "الإختراعات والإبتكارات"، علماً انه يشترط على نفسه التزام التميّز، كأنه الوحيد المخلوق على كوكب الأرض. للبنانيّ، مفردات وعبارات حصرية به، معظمها ناتج من حقبات تاريخية مرّت على الوطن، ومنها ما هو عصارة "هضامته" وفلسفاته. ثمة جمل توأمت حفيد الفينيقيين حتى بات يحتكرها، كأن تسمع "راحت الكهربا- اجت الكهربا"، "طفي القازان تك الديجنتور"! أو "انقطع الخط". أو "وقف الانترنت"، أو "راحت الميّ". قد تصدم عبارة "خلصوا ايامي" مواطناً أجنبياً لظنّه أن محدثه جنيّ يعرف ساعة موته، قبل ان يكتشف أن الحديث يتعلق برصيد هاتفه الخلوي. بالمناسبة، "التنبؤات" و"الالهام" و"توقعات ليلة رأس السنة"، مصطلحات هي أيضاً التصقت بشعب الأرز". يحتفظ اللبناني في جعبة أحاديثه اليومية بكلمات توّصف حاله النفسية والمعنوية، مثل "انغرت معي" و"مكرّز"، و"مدبرس". وثمة ذخيرة جاهزة للأوقات الحرجة او لحظات الفراغ والضياع، كأن تسمعه يقول "شو في ما في"، أو "الطقس اليوم منيح" (غالباً ما نسمعها في المصعد). سرعان ما يستعين بعبارات تشي بغضب أو قرف ما، فتراه يقول: "زحّط" ، "قحّط"، "حلوق"، أو..."غالوبس لشوبس"! اللبناني يتأثر بالاعلام والاعلان الى حدّ تحويل شعار منتج ما الى عبارة معترف بها، وطنياً! تكاد لا تخلو اي "جمعة" حول "منقل الفحم" من جملة "عادي مشاوي والشباب". ويحدث أن يُعيّر أحدهم لعدم تركيزه بجملة "انت بغير عالم". أما مقولة "القصة بدها خمس دقائق" فما زالت طليقة...على الألسن! ولا عجب أن "يتقمص" كثيرون شخصيتي عادل كرم وهشام حداد، فيرددون عبارات على شاكلة "يا سلام"، "قوم بقى"، "يا man"، "بيسي بوبي"، "هودي لمين هودي الكو". وفي لبنان، يطال استحداث المفردات والجمل الجديدة كلّ المجالات، الإجتماعية والإقتصادية والنفسية والثقافية والسياسية والأمنية! في كثير من الأحيان، يتشارك السياسيون والمواطنون والإعلاميون نحت عبارات جديدة لتوصيف حال ما او مجموعة ما، او لتبرير امر ما. هكذا، أصبح لدينا على سبيل المثال لا الحصر: - "ديمقراطية توافقية"، وهي نوع من أنواع الديمقراطية التي يشترط توافرها وجود 18 طائفة وما فوق! - "خلايا نائمة"، لكنها لا تزال في كامل طاقتها المتفجرّة! - "حراك مدني": المقصود به توصيف شعب تجرأ على الثورة! - "مندسون"(او طابور خامس): تماماً مثل الموضوع في "الشاطر والمشطور والكامخ بينهما" (الساندويش) - "أمن هشّ": وهل يبقى أمناً؟! - "هدوء حذر": يعني "واقف ع سلاحو" - "جريمة بشعة": وهل من جريمة حلوة؟ - "سيدة الالهام": لا تعليق! - "مستنقع السياسة اللبنانية": للتمييز بين وديانها وجبالها.. ومغاورها! - "بنك الأهداف": وقد يحصل أن يصبح البنك...هدفاً! - "رصاصة الرحمة في رأس السياحة": "ليش في أحلى من لبنان"؟! - "محاولات زرع الفتنة": هذا ليس مشروعاً بيئياً تنموياً تقوم به الامم المتحدة في لبنان، بل عبارة تتردد أكثر من خمسين مرّة في النهار العادي. - "النائب الممدد له": رجاء لا تسيئوا الفهم (ممدة ولايته عنوة عن الشعب في البرلمان) - الحزب الفلاني يعيد رسم سياسته: أين أنت يا بيكاسو؟! - "الوضع المالي أو الأمني على مشرحة مجلس النواب": لكن بعد كل هذه "الدبيحة" لا يحصل المواطن على "شقفة لحمة". ولا حتى على العظام! - مشروع أوتوستراد جونيه خرج من "قمقم" الحكومة: ويتمنى الشعب ان يخرج من عنق الزجاجة على ذاك الشارع! - "فضيحة الانترنت غير الشرعي": أصلاً وينو الانترنت؟ - غير مطابقة للمواصفات: طبعاً لا تُقصد احدى المتباريات في مسابقة ملكة الجمال...بل عروس الكفتة! - "ويني الدولة": أحدٌ لا لم يفلح بالعثور عليها...حتى الساعة! - وعلى عينك يا تاجر: كل المخالفات والانتهاكات والفساد تحصل تحت هذا العنوان. أما الرابح من دون منازع في هذه "الجردة الكلامية"، هي جملة تتكرر من دون انقطاع منذ أكثر من عامين. انسوا التبولة وصحن الحمص وتعالوا نعمل على ادخالها في موسوعة "غينيس". هل حزرتم؟! طبعاً هي : "تأجيل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية"! أونعجب من أن معظمنا لا يعرف من النشيد الوطني سوى "كلنا للوطن"!؟
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك