يعتبر الضجيج من أهم أسباب نشوب الخلافات بين الجيران، ويمكن في حالات كثيرة احتواء الموقف بشكل ودي، لكن إذا استمر الإزعاج يصبح اللجوء إلى القانون أمرا ضروريا.
وتتعدد مصادر ضوضاء الجيران، مثل استخدام الآلات الموسيقية والأجهزة الكهربائية والصراخ وإقامة الحفلات وأصوات الحيوانات الأليفة وأعمال الصيانة، ويصبح الأمر أكثر إزعاجا وفقا لمكان السكن وحجم الصوت وتوقيت صدوره.
وفي تقرير نشرته صحيفة "الدياريو" (eldiario) الإسبانية، يقول الكاتب كريستيان فاسكيز إن الضوضاء تُعد ثاني أهم مصدر للضغوط البيئية في أوروبا بعد تلوث الهواء. ورغم أن السبب الرئيسي للضوضاء في المدن هو الازدحام المروري، فإن هناك مصادر أخرى تسبب إزعاجا مماثلا، مثل الضجيج الصادر عن الجيران.
ويمكن للضوضاء المزعجة الصادرة عن الجيران أن تفسد النوم وتسبب عديد المشكلات، بينها تعكير الحالة المزاجية والصداع، كما يرتبط التلوث الضوضائي بمشاكل الجهاز الهضمي والقلب ومستويات عالية من التوتر والقلق. فكيف نعالج هذا المشكل؟
البحث عن حل ودّي
في البداية، من الجيد أن نتواصل مع الجار الذي صدرت عنه الضوضاء ونطلب منه بكل لطف أن يتوقف ويحترم الآخرين، مع مراعاة أنه قد لا يكون مدركا لحجم الضرر الذي تسبب به.
وينبغي أن نأخذ في الاعتبار أن تحمّل الضوضاء المزعجة بسبب الاحتفال بإحدى المناسبات أمر طبيعي، ما لم يتحول الإزعاج إلى روتين يومي.
ويقول المحامي ريكاردو أيالا، المتخصص في التلوث الضوضائي ومشاكل الضجيج في المنازل، إن اقتراح بعض الحلول على الجيران أمر مناسب، ويشمل ذلك الاتفاق على ساعات محددة يُسمح فيها بإصدار أصوات عالية، مقابل الالتزام التام بعدم الإزعاج خارج تلك الأوقات.
ماذا تفعل إذا استمر جارك بإصدار الضوضاء المزعجة؟
يقول الكاتب إن المتضرر يجب أن يتخذ تدابير أخرى إذا لم يتجاوب معه الطرف الآخر بعد عدة محاولات لحلّ الأمور وديا.
عادة ما يكون اللجوء إلى المشرف على المبنى أو المجمّع السكني الخطوة التالية لحل النزاع. ويقترح أيالا الحديث مع الجيران الآخرين، خاصة إذا كانوا يعانون بدورهم من تلك الضوضاء.
ويمكن للأشخاص المتضررين في المبنى أن يتحدثوا جميعا إلى الجار المزعج لأن هذه الخطوة قد تؤتي ثمارها، قبل اللجوء إلى الحلّ الأخير إذا لم يتوقف التلوث الضوضائي.
الإجراءات القانونية
يرى الكاتب أن اللجوء إلى القانون هو الخيار الذي يرغب الجميع بتجنبه، لأنه يستنزف الوقت والمال ويسبب ضغطا نفسيا، لكنه يصبح خطوة ضرورية إذا لم يتوقف الضجيج.
ويوصي المحامي ريكاردو أيالا ببعض الخطوات، ومن بينها الاتصال بالشرطة في كل مرة يصدر فيها الجار ضوضاء مزعجة، لأن أفراد الأمن سيصبحون شهودا على هذا الموقف، وهو ما يخدم مصلحة الجيران المتضررين.
كما يوصي أيالا بمراجعة الطبيب إذا اكتشف المتضرر أنه يعاني من مشاكل صحية نتيجة الضوضاء، وعادة ما يكون التوتر والقلق وصعوبة النوم والإرهاق والتهيج أكثر الأعراض وضوحا.
في نهاية المطاف، قد يكون من الضروري اللجوء إلى السلطات المختصة والمحكمة لفض النزاع. ويمكن للقانون إلزام الجار المتسبب في الضوضاء بدفع تعويض عن الأضرار، كما يستطيع صاحب العقار إنهاء عقد الإيجار إذا كان الجار المزعج مستأجرا.