Advertisement

منوعات

رحلة مكافحة التدخين.... بين السياسة والصحة

Lebanon 24
25-01-2022 | 07:00
A-
A+
Doc-P-911068-637787079980279026.jpg
Doc-P-911068-637787079980279026.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أخذت نيوزيلندا جهود الحرب العالمية على التدخين إلى مستوى غير مسبوق، إذ قررت منع بيع السجائر نهائيا للأجيال الجديدة، حتى لا يتمكن الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما من شراء التبغ قانونا.

وبحسب القرار الذي أعلنته نيوزيلندا نهاية العام الماضي ومن المقرر أن يدخل حيز التنفيذ العام الحالي، لن يتمكن مواليد 2008 من شراء التبغ ومنتجاته حتى بعد وصولهم السن القانونية، مع رفع سن التدخين القانونية تدريجيا كل عام، في محاولة للوصول إلى هدفها المتمثل في جعل البلاد خالية تماما من التدخين في غضون السنوات الأربع المقبلة.
Advertisement

قرار نيوزيلندا لا يأتي بمعزل عن غيرها من الدول، فعلى مدى سنوات وعقود سعى العديد من الدول للحد من التدخين، وفرض العديد من الإجراءات لمنعه، فكيف كانت تلك الإجراءات؟

ماذا يعني تدخين السجائر؟
التدخين، هو استنشاق وزفر أبخرة ناتجة عن حرق مواد نباتية، عادة ما تكون التبغ. وبحسب وزارة الصحة الأسترالية، يحتوي التبغ على النيكوتين، وهو عقار يسبب الإدمان ويمكن أن تكون له تأثيرات نفسية محفزة ومهدئة.

ويضيف صانعو التبغ مكونات أخرى إليه عند معالجته للسجائر والسيجار وغيرها من المواد الكيميائية السامة المسببة للسرطان، والتي تؤثر على الصحة.

إلى أي مدى مضر؟
في بداية القرن العشرين، كانت منتجات التبغ الأكثر شيوعا هي السيجار وتبغ الغليون وتبغ المضغ، وكان الإنتاج الضخم للسجائر في بدايته.

ورغم أنه كان يعتقد حينها أن منتجات التبغ تسبب بعض الآثار الصحية الضارة، فقد اعتبر أيضا أن للتبغ خصائص طبية، مما جعل العديد من العلماء في ذلك الوقت يدعون إلى استخدامه من أجل تأثيرات مثل تحسين التركيز والأداء، وتخفيف الملل، وتحسين الحالة المزاجية، وفقا لـ"بريتانيكا" (Britannica).

وبحلول القرن الحادي والعشرين، أدرك العالم أن التبغ يسبب الإدمان، وأن مخاطره متنوعة، وأبرزها بحسب منظمة الصحة العالمية:

يودي التدخين كل عام بحياة أكثر من 8 ملايين نسمة في أنحاء العالم، من بينهم أكثر من 7 ملايين يتعاطونه مباشرة، ونحو 1.2 مليون من غير المدخنين لكنهم يتعرضون لدخانه دون إرادتهم.
يزيد استخدامه من خطر الإصابة بسرطانات الرأس والعنق والحلق والمريء وجوف الفم (بما يشمل سرطان الفم واللسان والشفاه واللثة)، بالإضافة إلى أمراض الأسنان المختلفة الأخرى.
قبول يتبعه رفض
في وقت من الأوقات، كان التدخين يحظى بقبول واسع، حتى أنه كان مسموحا به على متن الرحلات البحرية والجوية، لكن كان هناك متضررون من الهواء غير النقي، مما دفع بعض شركات الطيران الأميركية في سبعينيات القرن الماضي، لإنشاء أقسام لغير المدخنين، لكن مع مرور الهواء عبر المقصورة، يمكن لجميع الركاب تقريبا استنشاق جرعة من النيكوتين.


وبدأت حكومة الولايات المتحدة التخلص التدريجي من التدخين عام 1988. وبحلول عام 2000، تم حظره على جميع الرحلات الجوية الأميركية، وحذت بقية دول العالم حذوها، حتى حظرت شركة كوبانا الكوبية المملوكة للدولة التدخين على الرحلات الجوية الدولية عام 2014 وفقا لـ"ذا بوينتسغاي" (Thepointsguy).

بعد ثبوت أضرار التدخين، تبنت العديد من الدول توجيهات المنظمات الصحية الدولية للحد من التدخين، ومن تلك الطرق كما جاء في "ستيت نيوز" (Statnews):

الاقلاع عن التدخين (بيكسابي)أثبتت سياسة رفع أسعار السجائر في الدول المختلفة قدرتها على خفض الطلب عليها (بيكسابي)
رفع الأسعار
أثبتت سياسة رفع أسعار السجائر في الدول المختلفة قدرتها على خفض الطلب عليها، كما أن رفع قيمة الضرائب على السجائر أكثر الوسائل فعالية في الحد منها خاصة بين الشباب والفئات المنخفضة الدخل.


وهو ما حدث في تركيا، حين قفزت أسعار السجائر أكثر من 40% من عام 2008 إلى عام 2012، وخلال ذلك الوقت انخفض معدل التدخين بنحو 15%.

التحذيرات الصحية المصورة
توجّه الصور والرسومات على علب السجائر رسائل قوية التأثير للمستهلكين، وقد ساهمت تلك الصور بالفعل في إقلاع بعض المدخنين عن تدخين السجائر.

وتشتهر أستراليا بالصور المزعجة على علب السجائر، مثل: القدم المصابة بالغرغرينا، أو الفم السرطاني، وكذلك كندا وبعض الدول الأخرى، وقد ربط الباحثون الملصقات الرسومية في أستراليا بانخفاض استهلاك التبغ هناك.

الحد من إعلانات التبغ
حظر الدعاية للتبغ والترويج له من خلال الإعلانات على التلفزيون والإذاعة والمنشورات المطبوعة واللوحات الإعلانية، يساهم بشكل كبير في الحد من استهلاكه.


وبالفعل حظرت الصين -التي يدخن فيها نصف الذكور البالغين- العديد من أشكال الإعلان عن التبغ، وسبقتها الولايات المتحدة منذ أواخر التسعينيات في فرض قيود إعلانية على السجائر، وأشاد الباحثون بأن حظر الإعلانات الشامل فعال في الحد من التدخين.

حظر لا بد منه
أثبتت الطرق السابقة فعاليتها في الحد من التدخين، لكن بعض الدول لم تجد الأمر كافيا، خاصة بعد ضغوط غير المدخنين بشأن حقهم في الحصول على هواء نقي ونظيف.

فحظرت دول مثل النرويج ونيوزيلندا وأوروغواي ومالطا وإيطاليا والسويد وأسكتلندا وبوتان وليتوانيا وجزر فيرجن البريطانية -منذ عام 2004- التدخين في الأماكن العامة، أسوة بما فعلته عدد من الولايات الأميركية في ثمانينيات القرن الماضي، حين قامت بسن القوانين التي تقيد التدخين في الأماكن العامة وأماكن العمل والمطاعم، وفقا لدراسة بعنوان "تغيير في الهواء: حظر التدخين يكتسب زخما في جميع أنحاء العالم" منشورة في المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية.

وبحسب "غلوبال نيوز" (Globalnews)، فرضت بعض الدول حظرا صارما على التبغ ساهم في خفض معدلات التدخين بشكل ملحوظ، ومن تلك الدول المملكة العربية السعودية التي حظرت التدخين في الأماكن الحكومية والعديد من الأماكن العامة، بما في ذلك محلات السوبر ماركت والمقاهي والمطاعم، وحظر بيع التبغ لمن تقل أعمارهم عن 18 عاما.


وفي كندا يحظر التدخين في السيارات مع الأطفال والمراهقين، أما في بوتان بآسيا، فقد نفذت الدولة عام 2010، واحدة من أكثر تشريعات مكافحة التبغ صرامة في العالم، من خلال حظر بيع أو تهريب التبغ، ومن تثبت إدانته بارتكاب الجريمة يقضي عقوبة بالسجن من 3 إلى 5 سنوات.

ومؤخرا، قررت نيوزيلندا منع بيع السجائر نهائيا للأجيال الجديدة، إضافة إلى إجراءات أخرى لجعل التدخين باهظ الثمن ولا يمكن الوصول إليه، ووفقا "للغارديان" (Theguardian) تشمل التدابير الأخرى تقليل الكمية القانونية للنيكوتين في منتجات التبغ إلى مستويات منخفضة للغاية، وتقليص المتاجر التي يمكن بيع السجائر فيها بشكل قانوني.
 
(الجزيرة) 
المصدر: أ.ف.ب - الجزيرة
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك