"شكسبير" في افتتاح "مهرجان البستان"

في مئويته الرابعة، حطّ "شكسبير" رحاله في لبنان، أمس، في أولى ليالي "مهرجان البستان الدولي"، بحضور حاشد ضم لفيفاً من الفاعليات السياسية والاجتماعية اللبنانية تقدمهم رئيس الحكومة تمام سلام وعقيلته، الى فاعليات ديبلوماسية عربية وغربية غصّت بها صالة "أوديتوريوم إميل البستاني" في فندق "البستان"، بيت مري. "أوركسترا مهرجان البستان"، بقيادة جانلوقا مارتشيانو، عزفت أبرز أعمال "شكسبير" المسرحية "ريتشارد الثالث"، للمؤلف الموسيقي التشيكي "سميتانا"، و"حلم ليلة صيف" للمؤلف الموسيقي فيلكس ماندلسون. لأكثر من ساعة استمتع الجمهور بالموسيقى المشرقة الحافلة بالأحاسيس الإنسانية اللامتناهية، المتضاربة، في صخب تارة وفي ليونة وهدوء تارة أخرى. استلهم "سميتانا"، ملحمة الملك ريتشارد الدرامية لويليام شكسبير، لتخرج بذلك التصاعد التراجيدي الذي روته لنا النحاسيات، بكل عنفوانها، وما بين ضجيجها وحنوّها دفعت المايسترو الايطالي مارتشيانو الى التفاني ليتماهى مع الموسيقى القوية المتسارعة ولا سيما الطبول الكبيرة والصنوج وكأن عظمة الملك لا تكتمل إلا بكل هذه الفخامة والضخامة، رغم النهاية المعروفة. فيما مقطوعة مندلسون التي استوحاها من "حلم ليلة صيف" بثت بعض الشاعرية والهناءة في الأجواء، بخاصة مع الميتزو سوبرانو الأسترالية صوفي غولدريك والسوبرانو البريطانية فيونا هيمنز، وحوارهما المليء بشتى مشاعر الحب والغيرة والبوح والعاطفة، تارة بلا موسيقى وغناء، وأحياناً في حوار غنائي إذ يندمج الصوتان في تداخل مدهش وعاطفي وتصدحان بعبارات شكسبير الشعرية وتكتمل المشاهد الشعرية والموسيقية مع كورس نسائي من "الجامعة الأنطونية" اللبنانية. وهكذا يحلّ شكسبير ضيفاً علينا طوال شهر ونيّف، ليستمتع الجمهور اللبناني بإبداعات الشاعر الذي طالما ألهم مؤلفين موسيقيين لوضع موسيقى تحمل في طياتها ما حملته مشاعر شكسبير من عواطف، ومتناقضات قد تجنح الى الغرابة أحياناً وتنطوي على تراجيديا رغم ما يغلفها أحياناً من هزل ومرح. (سحر طه – المستقبل)

مقالات لبنان24

رادار لبنان24

صحافة أجنبية

ضيوف لبنان 24

صحة

فنون ومشاهير

رياضة

منوعات

تكنولوجيا وعلوم

المرأة

فيديو

أفراح ومناسبات

تعازي ووفيات

حالة الطقس

حركة السير

إستفتاء

أفراح ومناسبات

"شكسبير" في افتتاح "مهرجان البستان"

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني