Advertisement

أفراح ومناسبات

الأوركسترا الشرق - عربية ومتحف نابو يحتفيان بذكرى أم كلثوم

Lebanon 24
12-07-2025 | 09:01
A-
A+
Doc-P-1390337-638879330218823850.png
Doc-P-1390337-638879330218823850.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
صدحت الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق- عربية بأعذب الألحان في ليلةٍ بهيّةٍ من الطرب الأصيل، دعت إليها رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة القواس بالتعاون مع زينة عكر ومتحف نابو، محييةً ذكرى كوكب الشرق أم كلثوم في أمسيةٍ فنيةٍ استثنائيةٍ حملت عنوان "خمسون سنة على الغياب" بقيادة المايسترو أندريه الحاج. والحفل، الذي أقيم في "سيريناتا" مقابل متحف في الهواء الطلق، كان دعوةً صريحةً إلى السمو الفني، وتأكيدًا على الدور الريادي للمؤسسات الثقافية في صون التراث الموسيقي العربي وتجديده.
Advertisement

وبحسب بيان، تجلى في هذا التعاون بين الكونسرفتوار والمتحف شغفٌ عميقٌ بالثقافة والموسيقى، وحرصٌ مشتركٌ على تقديم تجارب فنية رفيعة المستوى للجمهور اللبناني والعربي، وخاصة عبر المبادرات الموسيقية التي يقودها المعهد الوطني العالي للموسيقى برئاسة القواس، لتضفي عليها بعدًا أكاديميًا وفنيًا مرموقًا وتقديم الفن الأصيل.

تألقت الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية، بقيادة المايسترو المبدع أندريه الحاج، الذي أظهر براعةً فائقةً في قيادة العازفين، مستخرجًا منهم أسمى مشاعر اللحن والإيقاع. كانت كل نغمةٍ وكل إيقاعٍ ترويان قصة، وكل آلةٍ تعزف لحنًا يلامس شغاف القلوب. وبمشاركة نخبة من أمهر العازفين اللبنانيين، قدمت الأوركسترا توليفةً ساحرةً من روائع أم كلثوم، أعادت فيها إحياء سحر الماضي بلمسةٍ عصريةٍ أنيقة.

أما الصوت الذي شدا وأبهر الحضور، فكان للمطربة المتألقة مروة ناجي. بصوتها الدافئ والعذب، وبإحساسها العميق، حلقت مروة ناجي بجمهورها في فضاءات الإبداع الكلثومي، مقدمةً أعذب أغاني كوكب الشرق بروحٍ جديدةٍ مع الاحتفاظ بجمالية الأصل وعمقه. كما قدمت توليفة غنائية إلى جانب الكلثوميات، منها أغنية بحبك يا لبنان ونسم علينا الهوا للسيدة فيروز وأغنية بتونس بيك لوردة الجزائرية. لم تكن ناجي مجرد مؤدية، بل كانت فنانةً تعيش الكلمة واللحن، وتنقل هذا الإحساس الصادق إلى كل مستمع، لتثبت أنها صوتٌ متمكنٌ في سماء الغناء العربي.

"خمسون سنة على الغياب" كانت أمسية احتفالية، ولحظة تأمل في إرثٍ فنيٍ عظيمٍ خلفته أم كلثوم، فتجاوزت أغانيها حدود الزمان والمكان، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية للذائقة العربية. ومن خلال هذه الأمسية، أكد القائمون عليها أهمية الحفاظ على هذا الإرث الثمين، وتقديمه للأجيال الجديدة بطريقةٍ تحترم الأصالة وتواكب الحداثة.

إن اختيار متحف نابو لاستضافة هذا الحدث لم يكن مصادفة، فالمتحف بحد ذاته هو رمزٌ للثقافة والتاريخ والفن. وقد أضفت قاعة "سيريناتا" بأجوائها الساحرة لمسةً خاصةً على الحفل، جاعلةً منه تجربةً شاملةً للحواس، حيث امتزج جمال المكان بروعة الموسيقى. إن اختيار الكونسرفاتوار للتعاون مع متحف نابو وزينة عكر لم يكن وليد صدفة، بل هو ثمرة رؤيةٍ ثقافيةٍ عميقة تدرك أن الفن لا يكتمل إلا حين يتكئ على ذاكرة المكان وتاريخه. فمتحف نابو في حد ذاته رمزٌ للثقافة وللذاكرة والحضارة، وتدرك كذلك أن الفن يبلغ ذروته حين يلتقي بجمال المكان وروح الطبيعة. ففي الساحة الخارجية لقاعة سيريناتا، حيث ينفتح الأفق على لقاء البحر بالجبل، تحولت الأمسية إلى مشهدية ساحرة تلامس الروح قبل السمع.

وقد منح الهواء الطلق الحضور إحساسًا استثنائيًا، إذ انسكبت الموسيقى في فضاء مفتوح يعمّده النسيم بحرية لا تعرف سقفًا ولا جدرانًا، فتضاعف وقع اللحن في القلوب. ومع حلول الليل، أضافت الإضاءة الموزعة بحس فني بعدًا بصريًا مهيبًا، فبدت المنصة كجزء من هذا المشهد الطبيعي الفريد، حيث يلامس الجبل البحر في لوحة لا تتكرر إلا في لبنان.هكذا، تجاوز الحفل كونه عرضًا موسيقيًا ليصبح تجربةً حسيةً كاملة، تؤكد أن الفن حين يتماهى مع المكان يصبح صلاة جمالٍ تتردد أصداؤها في الوجدان طويلًا.

كما أنه شهادة حية على قدرة الفن على تجاوز الحدود، وجمع القلوب، وإحياء الذاكرة. إنها دعوةٌ متجددةٌ للاحتفاء بالجمال، وتقدير الإبداع، والإيمان بأن الفن هو الروح التي تغذي حضاراتنا وتضيء دروب أجيالنا القادمة.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك